الأعراض الاكلينيكية لخبل الشيخوخة.. نقص الاهتمام بالأحداث الجارية، وسرعة الغضب والتقلب الانفعالي وفقدان الإرادة والقيام بأعمال غير اجتماعية ومضادة للمجتمع

يتصف خبل الشيخوخة بالأعراض التالية:
1- ففي مجال التفكير، يتصف بالضحالة والخواء، وأن حديث المريض مفكك، وأن الضلالات - إن وجدت - تكون سطحية ومشوشة ومؤقتة. كما نجد أن الذاكرة قد ضعفت خاصة للأحداث القريبة، فلا يستطيع العجوز أن يذكر الأشخاص الذين قابلهم قريبا وإن كان لا يزال قادر على استحضار ذكريات الطفولة بكثير من التفاصيل، ثم يعقب ذلك طور آخر من الخبل، فينسى المريض حتى الأمور التي تعلمها منذ زمن طويل، ويصبح غير قادر على ذكر اسمه أو عمره أو مهنته السابقة. كما نجد النقص العقلي وخاصة في القدرة على التركيز، والأنانية.
2- أما في مجال العاطفة، فإننا نجد نقص الاهتمام بالأحداث الجارية، وسرعة الغضب والتقلب الانفعالي، فيتصف المريض عادة باللامبالاة ولكنه قد يبدو ضاحكا بلا معنى ولا هدف ويغلب هذا في الأطوار المتأخرة والأرجح أن هذا كله استجابة لعجزه عن القيام بعمل ما يلزم لنفسه. وقد يظهر الهذاء في أحيان قليلة، فيعتقد المريض أن أسرته تحاول دس السم له أو الغدر به، ولكن الهذاء لا يحدث - عادة - إلى للأشخاص الذين كانوا ينزعون إلى الشك وعدم الثقة بالغير في سالف أيامهم.
3- أما في مجال السلوك الحركي والعمل، فإنه يفقد الارادة تماما ويقوم بأعمال غير اجتماعية ومضادة للمجتمع، كما قد يأتي أفعالا مشينة، وربما جنسية شاذة علانية ودون تورع، ونجد أن عاداته الاجتماعية تتدهور جميعها إلى أبعد مدى.
ونادرا ما يظهر خبل الشيخوخة في أشخاص دون الستين، ومتوسط السن، لبدء هذه الحالة، كان في إحدى الدراسات 74 سنة، فإن بعض الناس تدركهم الشيخوخة في الستين، بينما يصل غيرهم إلى التسعين دون أن يتأثر بشيء، وهذا الاختلاف راجع إلى العوامل ذاتها التي تقرر الشيخوخة البدنية (كالجبلة والأمراض والغذاء وطبيعة العمل الذي قضى الفرد فيه حياته)، وهناك بعض الدلائل على أن إدمان الخمر وبعض الأمراض المعدية المعينة تسرع بالإنسان إلى الشيخوخة.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال