ما هو ديكستروبروبوكسيفين (Dextropropoxyphene)؟
ديكستروبروبوكسيفين هو مركب كيميائي ينتمي إلى فئة المسكنات الأفيونية الصناعية (Synthetic opioids)، وقد كان يُستخدم على نطاق واسع في الماضي لتسكين الآلام، ولكنه الآن مصنف ضمن الأدوية التي تم سحبها من الأسواق في معظم دول العالم بسبب مخاطره الجسيمة.
تاريخ الدواء واستخدامه:
تم تصنيع الديكستروبروبوكسيفين لأول مرة في عام 1957 بواسطة شركة إيلي ليلي (Eli Lilly)، وسوق تحت الاسم التجاري Darvon. أصبح الدواء شائعًا جدًا في الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي، وغالبًا ما كان يُوصف كبديل أقل خطورة من المسكنات الأفيونية الأقوى مثل المورفين.
كان يُوصف لعلاج مجموعة متنوعة من الآلام، مثل آلام الأسنان، الصداع، وآلام ما بعد العمليات الجراحية. أحد أشهر تركيباته كانت Darvocet، التي كانت تجمع بين الديكستروبروبوكسيفين والباراسيتامول (الأسيتامينوفين)، مما يهدف إلى تعزيز تأثير تسكين الألم.
آلية العمل:
يعمل الديكستروبروبوكسيفين على الجهاز العصبي المركزي. يرتبط بـ مستقبلات الأفيون (Opioid receptors)، وخاصة مستقبلات μ-opioid، مما يقلل من قدرة الدماغ على إدراك الألم. هذا الارتباط يسبب أيضًا آثارًا جانبية أخرى مثل الشعور بالنشوة (euphoria) والنعاس، وهي خصائص تجعله عرضة للاستخدام غير المشروع والإدمان.
الأسباب الرئيسية لسحبه من الأسواق:
تم سحب الدواء بشكل تدريجي من الأسواق العالمية، وأبرز القرارات كانت:
- المخاطر القلبية: أظهرت الدراسات أن الديكستروبروبوكسيفين يمكن أن يؤثر على النظام الكهربائي للقلب، مما يزيد من خطر عدم انتظام ضربات القلب وتمديد فترة QT، وهي حالة قد تؤدي إلى توقف القلب المفاجئ. هذه المخاطر كانت موجودة حتى عند تناول الجرعات العلاجية الموصوفة.
- السمية العالية في حالات الجرعة الزائدة: كان الدواء يتميز بـ مؤشر علاجي ضيق (Narrow therapeutic index)، مما يعني أن الجرعة الفعالة قريبة جدًا من الجرعة السامة. عند تناول جرعة زائدة، حتى وإن كانت طفيفة، كان الدواء يسبب تثبيطًا للجهاز التنفسي، مما يؤدي إلى فشل التنفس والوفاة. كانت حالات الوفاة المرتبطة بالجرعة الزائدة من الديكستروبروبوكسيفين مرتفعة بشكل مقلق، خاصة عند دمجه مع الكحول أو المهدئات الأخرى.
- احتمالية الإدمان: كونه من المسكنات الأفيونية، فإن الديكستروبروبوكسيفين له القدرة على التسبب في الاعتماد الجسدي والنفسي، مما يؤدي إلى الإدمان.
البدائل المتاحة:
بعد سحب الديكستروبروبوكسيفين، تم استبداله بمسكنات أخرى تُعتبر أكثر أمانًا وفعالية، منها:
- المسكنات غير الأفيونية: مثل الباراسيتامول (Acetaminophen) ومضادات الالتهاب غير الستيرويدية (NSAIDs) مثل الإيبوبروفين والنابروكسين، وهي خيارات فعالة للآلام الخفيفة إلى المتوسطة.
- المسكنات الأفيونية الأحدث: مثل الترامادول (Tramadol)، الذي يُعتبر مسكنًا أفيونيًا ضعيفًا، ولكن مع مخاطر أقل بكثير من الديكستروبروبوكسيفين، على الرغم من أنه لا يزال يحمل مخاطر الإدمان والجرعة الزائدة.
- المسكنات القوية: في حالات الآلام الشديدة، يُوصف الأطباء مسكنات أفيونية أقوى تحت إشراف دقيق.
بشكل عام، يمثل سحب الديكستروبروبوكسيفين نقطة تحول مهمة في فهم المخاطر المرتبطة حتى بالمسكنات الأفيونية "الخفيفة"، وأكد على أهمية البحث المستمر عن الأدوية الأكثر أمانًا للمرضى.
%20%D9%88%D8%AA%D8%A3%D8%AB%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D8%AA%20%D9%85%D8%AE%D8%AF%D8%B1%20%D9%85%D9%88%D8%B6%D8%B9%D9%8A.jpg)