ما هو الإيلوبيريدون (Iloperidone)؟
الإيلوبيريدون، الذي يُعرف تجارياً باسم فاناب (Fanapt)، هو أحد الأدوية الحديثة المضادة للذهان التي تم تطويرها لعلاج الفصام (Schizophrenia). يُصنف ضمن فئة الأدوية المضادة للذهان غير النمطية (atypical antipsychotics)، والتي تُعتبر الجيل الثاني من هذه الأدوية.
تاريخ وتطور الدواء:
تمت الموافقة على الإيلوبيريدون من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) في عام 2009. كان يُنظر إليه كخيار علاجي جديد، خاصةً للمرضى الذين لم يستجيبوا بشكل كافٍ للأدوية الأخرى أو الذين عانوا من آثار جانبية مزعجة مثل أعراض الجهاز خارج الهرمي (Extrapyramidal symptoms)، والتي تشمل الرعاش وتصلب العضلات.
آلية عمل فريدة:
يُظهر الإيلوبيريدون آلية عمل متعددة الجوانب ومختلفة قليلاً عن بعض مضادات الذهان الأخرى. فهو يعمل بشكل أساسي كـ:
- خصم لمستقبلات الدوبامين D2 و D3: هذا التأثير هو المسؤول عن تقليل الأعراض الإيجابية للفصام مثل الهلوسة والأوهام.
- خصم لمستقبلات السيروتونين 5-HT2A: يُعتقد أن هذا التأثير يساهم في تحسين الأعراض السلبية والقدرات المعرفية للمريض.
- خصم لمستقبلات الأدرينالين α1: هذا التأثير يمكن أن يسبب انخفاضًا في ضغط الدم، مما يفسر أحد أشهر آثاره الجانبية وهو الدوار (الدوخة).
الجرعة وطريقة الاستخدام:
أحد الجوانب المهمة في استخدام الإيلوبيريدون هو طريقة معايرة الجرعة. لتقليل خطر انخفاض ضغط الدم الانتصابي (Orthostatic hypotension) والدوخة، يبدأ الأطباء بجرعات منخفضة جداً ثم يزيدونها تدريجياً على مدار عدة أيام أو أسابيع. يجب تناول الدواء مرتين في اليوم، مع الطعام أو بدونه.
الآثار الجانبية والمخاطر:
بالإضافة إلى الآثار الجانبية الشائعة المذكورة سابقاً، هناك بعض النقاط التي يجب الانتباه إليها:
- المخاطر القلبية: يُعرف الإيلوبيريدون بقدرته على إطالة فترة QT في تخطيط القلب الكهربائي. هذه الحالة قد تزيد من خطر عدم انتظام ضربات القلب الخطير. لذلك، يجب استخدامه بحذر شديد لدى المرضى الذين لديهم تاريخ من أمراض القلب أو الذين يتناولون أدوية أخرى تؤثر على فترة QT.
- الآثار الأيضية: يمكن أن يسبب زيادة في الوزن وارتفاع في مستويات السكر في الدم والكوليسترول، وهي مخاطر شائعة مع العديد من مضادات الذهان غير النمطية. لذا، يُنصح بمراقبة وزن المريض بانتظام وإجراء فحوصات للدم.
- الآثار الجانبية العصبية: على الرغم من أن الإيلوبيريدون يسبب أعراضاً خارج هرمية أقل من مضادات الذهان النمطية، إلا أنه لا يزال من الممكن أن يسببها، وإن كانت بنسبة أقل.
الخلاصة:
يُعتبر الإيلوبيريدون خياراً علاجياً فعالاً للفصام، ولكنه يتطلب متابعة طبية دقيقة بسبب آثاره الجانبية المحتملة، خاصةً تلك المتعلقة بالجهاز القلبي الوعائي. يجب على المريض الالتزام بالجرعات الموصوفة وتجنب التوقف عن الدواء فجأة دون استشارة الطبيب، حيث يمكن أن يؤدي ذلك إلى انتكاسة أو ظهور أعراض انسحابية.
