البروبينسيد: آلية العمل المفصلة كعامل مُدِر لليوريك في تدبير النقرس المزمن والحد من فرط حمض اليوريك في الدم

البروبينسيد (Probenecid):

البروبينسيد هو دواء ينتمي إلى فئة العوامل المسماة مدرات اليوريك (Uricosuric Agents). صمم هذا الدواء بشكل أساسي للتحكم في مستويات حمض اليوريك في الجسم، وله استخدام ثانوي مهم في تعزيز فاعلية بعض المضادات الحيوية.


1. آلية عمل الدواء:

يعمل البروبينسيد من خلال تأثيره المباشر على الكلى، ويتركز عمله في الأنابيب الكلوية القريبة.

أ. في علاج النقرس (Uricosuric Action):

الآلية الأساسية للبروبينسيد في علاج النقرس هي منع إعادة امتصاص حمض اليوريك. حمض اليوريك هو ناتج استقلاب البيورين، ويتم إفرازه طبيعياً عبر الكلى. يثبط البروبينسيد ناقل الأنيونات العضوية في الأنابيب الكلوية، وتحديداً الناقل المعروف باسم URAT1. هذا التثبيط يمنع الكلى من سحب حمض اليوريك مرة أخرى إلى مجرى الدم، مما يؤدي إلى زيادة كبيرة في إفراز حمض اليوريك في البول. النتيجة النهائية هي انخفاض مستويات حمض اليوريك في الدم، مما يقي من نوبات النقرس المزمنة ويساعد في إذابة التجمعات البلورية (التوفيات).

ب. كمعزز للمضادات الحيوية (Renal Tubular Blocking):

البروبينسيد لديه قدرة فريدة على تثبيط الإفراز الأنبوبي النشط للأحماض العضوية الأخرى، بما في ذلك المضادات الحيوية من عائلتي البنسلين والسيفالوسبورين. عن طريق منع الكلى من إفراز هذه المضادات الحيوية بسرعة، يزيد البروبينسيد من تركيزها في الدم ويطيل فترة بقائها فعالة في الجسم. هذه الخاصية تستخدم سريرياً لتعزيز قوة المضاد الحيوي في علاج بعض الالتهابات البكتيرية.


2. الاستخدامات الطبية الأساسية:

  • النقرس المزمن والتهاب المفاصل النقرسي: هو الاستخدام الأساسي، حيث يستخدم للوقاية من النوبات وتقليل ترسب بلورات حمض اليوريك.
  • العلاج المساعد بالمضادات الحيوية: يستخدم بالتزامن مع بعض المضادات الحيوية، مثل الأمبيسيلين، لرفع مستوياتها في الدم، وهو أمر مفيد في علاج بعض أنواع العدوى مثل مرض السيلان والالتهابات التي تتطلب تركيزات عالية من الدواء.

تحذير هام: البروبينسيد ليس علاجاً لنوبة النقرس الحادة. إذا تم البدء باستخدامه أثناء نوبة حادة، فإنه قد يزيد من سوء الأعراض، ولذلك يفضل تأجيل البدء به حتى انتهاء النوبة.


3. الجرعة والإدارة:

يتم تحديد جرعة البروبينسيد بواسطة الطبيب بناءً على مستويات حمض اليوريك والاستجابة الفردية للمريض.

  • جرعة النقرس: تبدأ عادة بجرعة منخفضة (مثل 250 ملغ مرتين يومياً) لمدة أسبوع، ثم ترفع إلى الجرعة العلاجية المعتادة (مثل 500 ملغ مرتين يومياً). قد يحتاج بعض المرضى إلى جرعات أعلى.
  • الإدارة: يوصى بتناول البروبينسيد مع الطعام أو مع مضاد للحموضة لتقليل احتمالية اضطراب المعدة. الأهم من ذلك، يجب على المريض شرب كمية وافرة من الماء طوال اليوم لتجنب تكون حصوات حمض اليوريك في الكلى، وهي من المضاعفات المحتملة لزيادة طرح حمض اليوريك.

4. الآثار الجانبية والمخاطر:

البروبينسيد دواء جيد التحمل بشكل عام، ولكن قد تحدث بعض الآثار الجانبية:

  • شائعة: قد يعاني المريض من الصداع، أو الدوار، أو الغثيان والقيء، أو فقدان الشهية، أو ظهور طفح جلدي أو حكة.
  • خطيرة ونادرة: تشمل المخاطر الكبرى تكون حصوات حمض اليوريك في الكلى نتيجة لزيادة تركيزه في البول، واضطرابات في الدم (مثل فقر الدم اللاتنسجي)، ونادراً جداً قد تحدث سمية كبدية أو تفاعلات حساسية شديدة.

5. التفاعلات وموانع الاستخدام:

موانع الاستخدام الرئيسية:

  • القصور الكلوي الشديد: قد لا يكون الدواء فعالاً أو قد يزيد من مخاطر الآثار الجانبية.
  • وجود حصوات حمض اليوريك الكلوية النشطة: بسبب زيادة خطر تكوين المزيد من الحصوات.
  • الحساسية: لمن لديهم حساسية تجاه البروبينسيد أو مشتقات السلفوناميد.
  • الأطفال: يمنع استخدامه للأطفال دون سن السنتين.

التفاعلات الدوائية الهامة:

  • الأسبرين (Aspirin): يجب تجنب استخدام جرعات عالية من الأسبرين بشكل مزمن لأنه يقلل من فعالية البروبينسيد كعامل مدر لليوريك. يفضل استخدام الباراسيتامول كبديل لتسكين الآلام.
  • الميثوتريكسات (Methotrexate): يزيد البروبينسيد من مستويات هذا الدواء في الدم، مما قد يؤدي إلى زيادة سميته.
  • المضادات الحيوية (البنسلين/السيفالوسبورين): يعزز تأثيرها (وهذا هو الاستخدام المطلوب في بعض الحالات).

يجب على المريض دائماً إبلاغ فريق الرعاية الصحية بجميع الأدوية التي يتناولها لتجنب التفاعلات الدوائية الضارة.

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال