إن عدوى موضع الجراحة (والمقصود بها العدوى التي تحدث في مكان إجراء الجراحة في جسم المريض) هي ثانية أو ثالثة الأنواع الشائعة فيما يتعلق بالعدوى المتصلة بالرعاية الصحية.
وتسبب هذه المضاعفات الخاصة بالتدخلات الجراحية نسبة كبيرة من الأمراض، وعندما تحدث هذه العدوى بشكل عميق في مكان التدخل الجراحي فإنها تتسبب في حالات الوفاة التي قد تصل نسبتها إلى 77%.
ولكن ابتداء دخول الميكروبات المسببة للأمراض إلى موضع الجراحة يحدث غالباً أثناء الإجراء الجراحي داخل غرفة العمليات.
ولذا فإنه ينبغي، للحد من مخاطر العدوى في موضع الجراحة، تطبيق منهج نظامي وواقعي مع إدراك أن هذه المخاطر تتأثر بسمات المريض ونوع العمليات والعاملين والمنشأة الصحية.
تأتي الميكروبات المسببة لأغلب حالات عدوى موضع الجراحة من البكتريا المستعمرة لبشرة المريض (النبيت) أو الأغشية المخاطية أو الأمعاء.
وعندما يحدث قطع في الغشاء المخاطي أو الجلد فإن الأنسجة تكون معرضة لخطر التلوث بالبكتريا المستعمرة (النبيت - الفلورا).
وعادة ما تكون هذه الكائنات مكورات هوائية موجبة الاستجابة لصبغة جرام (مثل البكتيريا العنقودية)، ولكنها قد تشمل البكتريا المستعمرة للبراز (كالبكتيريا اللاهوائية والبكتيريا الهوائية سالبة الاستجابة لصبغة جرام) وذلك عندما تحدث الجروح بالقرب من الشرج (العجان) أو أصل الفخذ (الأربية).
ففي عمليات الجهاز الهضمي، تكون العصيات سالبة الاستجابة لصبغة جرام (مثل الإيكولاي " البكتريا القولونية") والميكروبات موجبة الاستجابة لصبغة جرام (مثل المكورات المعوية "إنتيروكوكاي") وأحياناً البكتيريا اللاهوائية (مثل العصوية الهشة "باسيلاس فراجيليس") عادةً هي التي يتم عزلها من عدوى المواضع الجراحية.
وتشمل المصادر الخارجية للجراثيم المسببة للعدوى بموضع الجراحة: العاملين بالجراحة (خاصة أعضاء فريق الجراحة) وبيئة غرفة العمليات (بما في ذلك الهواء) وجميع الأدوات والأجهزة والمواد التي تدخل المجال المعقم أثناء إجراء الجراحة.
والنبيت "الفلورا" الخارجي يتكون من بكتربا هوائية غالباً ولا سيما موجبة الاستجابة لصبغة جرام.
ولذا فإنه يجب لمنع عدوى موضع الجراحة التقليل أو الحد من التلوث الميكروبي لأنسجة المريض أو أدوات الجراحة المعقمة، وتشمل جوانب التدخل الأخرى المضادات الحيوية الوقائية قبل إجراء الجراحة والأسلوب الجراحي السليم ونظام التهوية المناسب لغرفة العمليات... الخ.
ويعتبر التحكم بأساليب مكافحة العدوى الخاص بالجراحة كتعقيم جلد المريض وفريق الرعاية والتوقيت الملائم للمضادات الحيوية الوقائية وإعداد غرفة العمليات أسهل إذا ما قورن بالتحكم في عوامل الخطورة الكامنة في المريض مثل إصابته بأمراض أخرى (كمرض السكر) وعمره وسابق إدمانه للتدخين وبدانته.
