منذ فجر التاريخ سخر البشر كثير من الموارد الطبيعية التي منحها الله لهم لتسهيل حياتهم على هذه الأرض.
فعلاقة البشر مع تربية الحيوان بدأت مع التاريخ فمنذ الآف السنين استأنس الإنسان كثيرا من الحيوانات البرية وسخرها لخدمتة وانتفع من إنتاجها.
فالكثير من الدلائل التاريخية تشير على ان الماشية تم استئناسها في اسيا وافريقيا مابين 6000 الى 8000 قبل الميلاد.
وأوضحت الكثير من الرسوم التاريخية على تطور صناعة الحليب لدي العديد من الحضارات مثل السومريون والفراعنة والرومان واليونان.
وفي كثير من الأحيان استأنست الحيوانات بناءا على سلوكها المسالم فمثلا الكلاب استأنست منذ حوالي 12000 سنة في مناطق مختلفة من العالم.
أيضا احتاج الناس في تنقلاتهم إلى من يعينهم ويحمل متاعهم فاستأنسوا الخيل والجمال وغيرها.
ودأب ملاك هذه الحيوانات على اختيار افضل حيواناتهم بناء على الصفات التي يرغبونها لتكون ابآء للأجيال اللاحقة، كل هذه العمليات تمت خلال فترة زمنية طويلة ولم تبنى على أسس علمية ثابتة.
ولو أمعنا النظر في عشائر الحيوانات البرية لوجدنا ان كثيرا منها تعرضت لكثير من قوي التغيير.
فمثلا الانتخاب الطبيعي الذي يحدث للحيوانات التي تحمل عوامل وراثية تقلل من حيويتها فتكون عرضة للافتراس وبذلك تقل فرصتها في نشر تركيبها الوراثي في العشيرة.
أيضا حصول كثير من التغيرات الفجائية (الطفرات) في بعض التركيب الوراثية وظهور صفات جديدة تساعد بعض الحيوانات على التأقلم مع بيئتها الخارجية، وانتقال الحيوانات من منطقة إلى منطقة أخرى أسهمت كل هذه القوي على تغيير الكثير من الصفات لكثير من الحيوانات عما كانت عليه منذ الآف السنين.
إن تدخل الإنسان في تغيير كثير من التركيب الوراثية للحيوانات وتحسين كثير من الصفات كان فعالا ونافعا في كثير من الأحيان.
ولقد تأخر تأسيس وتأصيل أسس التربية والوراثة إلى بداية القرن العشرين عندما أعيد اكتشاف قوانين مندل والمنشورة في بحثه عام 1865م.
بعد ذلك توالت إسهامات الكثير من العلماء حتى تبلور هذا المجال العلمي الحيوي بصورته الحالية.
لذا يعتبر علم الوراثة وتربية الحيوان من العلوم الحديثة والتي طورت خلال القرن الماضي.
علم الوراثة وتربية الحيوان يهدف أساسا إلى تطبيق علم الوراثة بهدف تحسين صفات الحيوان.
ويعتبر علمي الإحصاء الحيوي والوراثة أساسا في تكوين هذا الفرع العلمي الذي من خلاله تمكن العلماء من دراسة وتقييم الكثير من الصفات المرغوبة في الحيوان الزراعي وبدقة كبيرة والتي سهلت على المربين اتخاذ أهم قرارات تربية الحيوان بتحديد الحيوانات التي ستصبح آباء للجيل القادم واختيار طرق التزواج الملائمة لبرامجهم التحسينية.
