أسس الهندسة الوراثية.. وصف التركيب الحلزونى المزدوج لجزيء الحمض النووى الريبوزي المختزل ودراسة الأساس الجزيئى للتنوع الجيني

لا يتشابه اثنان من بين النساء والرجال والأطفال الذين يعيشون على كوكب الأرض والذين يزيد عددهم على خمسة مليارات، وينطبق نفس الشيء على النباتات والحيوانات والكائنات الدقيقة.

وذلك التنوع الأحيائى اللانهائي الموجود فى كل الكائنات الحية - أو بمعنى أدق: المخزون الجيني - هو حجر الأساس الذى تقوم عليه الهندسة الوراثية، وقد ساعدت إعادة اكتشاف قوانين "جريجو يوهان مندل" للوراثة فى فترة مبكرة من هذا القرن على زيادة فهم أصل جوهر التنوع الجينى.

والظواهر الأساسية فى هذه العملية هى الانفصال والتغيير ثم إعادة تجميع الجينات، وهذه العمليات الثلاث معاً تولد فرصاً للتنوع الجينى الهائل فى الكائنات الحية. فى الماضى ومنذ أكثر من عشرة آلاف سنة أدى وجود التنوع الجيني إلى تمكين الإنسان من اختيار نباتات مثل: القمح والشعير والأرز من النباتات البرية لزراعتها.

ثم أعقب ذلك تحسين لهذه المحاصيل عن طريق الانتقاء من التنوع الذى ينتج بشكل طبيعى. ومنذ بداية هذا القرن استخدمت تقنيات التهجين المخطط، ثم أسلوب إدخال التغيرات الوراثية والبيولوجية بهدف تخليق تكوينات جديدة.

وأصبح التهجين -أيضاً- أسلوباً لزيادة نمو المحاصيل والحيوانات، وهى ظاهرة تعرف بالتنشيط التهجيني.

ولقد كان التعرف على الجينات لنوع من نبات القمح شبه القزمى فى اليابان ومن الأرز فى الصين فى الأربعينيات هو الذى قدم المواد الخام للثورة الخضراء التى شوهدت فى هذين المحصولين فى آسيا فى أواخر الستينيات.

وهكذا أصبح التنوع الأحيائى هو أساس استمرار تحسين النباتات والحيوانات والكائنات الدقيقة التى تهم الزراعة والصناعة والدواء.

لقد فتح جيمس واطسون وفرانسيس كريك مجال الهندسة الوراثية -منذ أربعين عاماً- عندما وصفا التركيب الحلزونى المزدوج لجزيء الحمض النووى الريبوزي المختزل DNA.

ومنذ ذلك الحين انتقل الاهتمام إلى دراسة الأساس الجزيئى للتنوع الجيني، وإلى توحيد الأساليب التى يمكن أن تساعد على تكوين مجموعات جينية جديدة عن طريق التحكم بالجينات Genetic manipulation وتقنيات إعادة اتحاد المادة الوراثية Recombinant DNA والاستنساخ الحيوي Cloning.

وقد فتحت هذه التقنيات عالماً جديداً من الهندسة الوراثية يؤدي إلى إنتاج كائنات حية معدلة وراثياً، أى تحتوى على مادة وراثية DNA أدخلت فيها بطريقة صناعية من كائن حي آخر غير منتسب إليها.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال