الإفرازات المهبلية الطبيعية: رحلة عبر الدورة الشهرية
الإفرازات المهبلية هي جزء أساسي من صحة المرأة. ما يميزها هو أنها لا تبقى على حالة واحدة، بل تتغير بشكل طبيعي مع الدورة الشهرية بسبب التقلبات في مستويات الهرمونات (الأستروجين والبروجسترون). فهم هذه التغيرات يساعد في التفريق بين ما هو طبيعي وما يستدعي القلق.
- بعد الدورة الشهرية مباشرةً: تكون الإفرازات قليلة جداً أو قد لا تكون موجودة. قد تكون جافة أو سميكة ولونها أبيض.
- قبل التبويض (Ovulation): مع ارتفاع مستوى هرمون الأستروجين، تزداد كمية الإفرازات وتصبح شفافة ومائية، وقد تكون لزجة قليلاً.
- أثناء التبويض (منتصف الدورة): في هذه الفترة، تصل الإفرازات إلى ذروتها. يصبح قوامها شبيهاً ببياض البيض النيء، وتكون مطاطية وشفافة. هذا القوام يساعد الحيوانات المنوية على الوصول إلى البويضة.
- بعد التبويض: تبدأ مستويات الأستروجين في الانخفاض، وتزيد مستويات البروجسترون. الإفرازات تصبح أكثر كثافة ولزوجة، وقد يكون لونها أبيض أو أصفر باهت.
هذه التغيرات هي جزء من الآلية الطبيعية للجسم، وتدل على أن النظام الهرموني يعمل بشكل سليم.
الإفرازات المهبلية غير الطبيعية: أسبابها وأنواعها
عندما تخرج الإفرازات عن نطاقها الطبيعي في اللون، القوام، الرائحة أو تترافق مع أعراض أخرى، فهذا يعني وجود مشكلة. إليك بعض الأسباب الشائعة للإفرازات غير الطبيعية:
1. التهاب المهبل البكتيري (Bacterial Vaginosis - BV):
هذه الحالة هي الأكثر شيوعاً. تحدث بسبب خلل في التوازن الطبيعي للبكتيريا النافعة والضارة في المهبل.
- المظهر: إفرازات رمادية أو بيضاء مائية.
- الرائحة: غالباً ما تكون لها رائحة قوية وغير سارة تشبه رائحة السمك، وتزداد بعد الجماع.
- أعراض أخرى: قد لا يصاحبها حكة أو تهيج في كثير من الحالات.
2. العدوى الفطرية (Yeast Infection):
تحدث بسبب نمو مفرط لفطر يسمى "المبيضة البيضاء" (Candida albicans) الموجود بشكل طبيعي في المهبل.
- المظهر: إفرازات سميكة، بيضاء، تشبه الجبن المتكتل.
- الرائحة: عادةً ما تكون بدون رائحة قوية.
- أعراض أخرى: حكة شديدة وحرقة في منطقة المهبل، مع احمرار وتورم.
3. داء المشعرات (Trichomoniasis):
هو عدوى تنتقل عن طريق الاتصال الجنسي، وتسببها طفيلية تسمى "المشعرة المهبلية".
- المظهر: إفرازات صفراء أو خضراء اللون، ورغوية.
- الرائحة: رائحة كريهة جداً.
- أعراض أخرى: حكة شديدة، ألم عند التبول، وألم في الحوض.
نصائح للوقاية والعناية الشخصية:
الحفاظ على صحة المهبل يبدأ من العادات اليومية الصحيحة:
- النظافة الشخصية: اغسلي المنطقة التناسلية بالماء فقط. تجنبي استخدام الصابون المعطر أو الدش المهبلي، فهذه المنتجات تخل بالتوازن الطبيعي للمهبل.
- الملابس الداخلية: اختاري ملابس داخلية قطنية وفضفاضة للسماح بتهوية المنطقة، وتجنبي الملابس الضيقة المصنوعة من الألياف الصناعية.
- المسح الصحيح: بعد استخدام المرحاض، امسحي من الأمام إلى الخلف لمنع انتقال البكتيريا من منطقة الشرج إلى المهبل.
- النظام الغذائي: بعض الدراسات تشير إلى أن تناول الزبادي الذي يحتوي على بكتيريا حية قد يساعد في الحفاظ على التوازن البكتيري.
تذكري أن جسمك فريد من نوعه، وقد تختلف الإفرازات من فتاة لأخرى. إذا شعرت بأي قلق أو لاحظت أي تغيرات غير معتادة، فلا تترددي أبداً في استشارة الطبيبة. التشخيص المبكر هو أفضل وسيلة للحصول على العلاج المناسب وتجنب المضاعفات.