أهمية عنصر الكبريت في دورة نمو النبات: دراسة متعمقة لتأثير نقصه على استطالة الساق وتأخر النضج، والنسبة المئوية المقبولة لتضمينه في تركيب الأسمدة (1.00%)

أعراض نقص الكبريت (Sulfur - S) في النبات ودوره في التسميد:

يُعد الكبريت أحد العناصر الغذائية الأساسية الهامة للنبات، ويُصنف غالبًا كجسر بين المغذيات الكبرى والصغرى. وعلى الرغم من أنه مطلوب بكميات أقل من النتروجين والفسفور والبوتاسيوم، إلا أن نقصه يسبب مجموعة واضحة من الأعراض التي تعيق النمو وتؤخر النضج.


أولاً: الأعراض التفصيلية لنقص الكبريت على النبات

تختلف أعراض نقص الكبريت عن نقص النتروجين في نقطة رئيسية وهي مكان ظهور الأعراض أولاً، حيث يعتبر الكبريت أقل حركة داخل النبات من النتروجين، لذا تظهر أعراض نقصه في الأجزاء التي لا تستطيع الحصول عليه من الأنسجة القديمة:

1. تأثيره على الأوراق الحديثة (العلوية):

  • الاصفرار الشامل (الكلوروز): العرض الأبرز لنقص الكبريت هو اصفرار عام وموحد يظهر على الأوراق الحديثة (النامية في قمة النبات) أولاً. هذا الاصفرار يكون شاملًا للورقة بما في ذلك عروق الأوراق، مما يميزه عن نقص الحديد الذي يسبب اصفراراً بين العروق فقط.
  • النمو الخضري: يقل إنتاج الكلوروفيل بشكل كبير في الأوراق الجديدة، مما يؤدي إلى ظهورها بلون أخضر فاتح إلى أصفر.

2. تأثيره على المجموع الخضري والساق:

  • سمك وصلابة الأوراق: تميل الأوراق الحديثة إلى أن تصبح أكثر سمكًا وصلابة وقابلة للتقصف، وقد تكون أصغر من حجمها الطبيعي.
  • استطالة الساق وضعفها: قد تتأخر النباتات في تكوين فروع جانبية، وتظهر استطالة في الساق الرئيسية مع نحافة وضعف** في قطرها، وتأخذ شكلًا خشبيًا صلبًا ولكن هشًا.

3. تأثيره على الجذور والنضج:

  • نمو الجذور: على عكس النتروجين، قد يؤدي نقص الكبريت إلى زيادة في حجم المجموع الجذري نسبيًا، حيث يحاول النبات تعويض النقص وزيادة البحث عن المغذيات في التربة، لكن هذه الجذور تكون ضعيفة.
  • تأخر النضج: يلعب الكبريت دورًا في تكوين البروتينات وتنشيط الإنزيمات الضرورية للنضج. لذا، يؤدي نقصه إلى تأخير ملحوظ في عملية نضج الثمار والبذور وتأخير الإزهار.

ثانياً: الدور الحيوي للكبريت في تركيب السماد

الكبريت ليس مجرد مادة داعمة، بل هو ضروري لوظائف حيوية لا يمكن للنبات الاستغناء عنها:

1. أهميته في تكوين البروتين والفيتامينات:

  • الأحماض الأمينية الأساسية: يدخل الكبريت مباشرة في تركيب اثنين من أهم الأحماض الأمينية: الميثيونين والسيستين، وهما أساسيان لتكوين جميع البروتينات النباتية.
  • الفيتامينات والإنزيمات: ضروري لتخليق بعض الفيتامينات (مثل الثيامين والبيوتين) وتنشيط الإنزيمات المسؤولة عن عمليات التنفس ونقل الطاقة.

2. تحسين الجودة والخصائص المحصولية:

  • المحاصيل الزيتية: يزيد الكبريت من نسبة الزيت في البذور الزيتية.
  • الثوم والبصل: مسؤول عن المكونات الطيارة التي تمنح الفصيلة البصلية نكهتها ورائحتها المميزة.

3. النسبة المقبولة في السماد:

  • الحد الأدنى للتسجيل: لغرض تسجيل المنتج كسماد غني بالكبريت، فإن النسبة الصغرى المقبولة للكبريت في تركيبة السماد هي 1.00%. هذه النسبة تضمن وجود كمية كافية وفعالة من العنصر لدعم النمو، وتُشير إلى أن المنتج يمكن أن يلعب دورًا في سد احتياجات النبات من هذا المغذي.

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال