فهم سلس البول وتقطيره:
سلس البول والذي يُعرف أيضًا بـ البوال الليلي (Nocturia) في بعض حالاته، أو بشكل عام بـ سلس البول (Urinary Incontinence) هو حالة شائعة تحدث عندما يفقد الشخص السيطرة على المثانة، مما يؤدي إلى تسرب البول بشكل غير إرادي. لا يعتبر سلس البول مرضًا في حد ذاته، بل هو عرض لمشكلة كامنة. يمكن أن يؤثر على أي شخص، لكنه أكثر شيوعًا لدى كبار السن والنساء.
أنواعه الرئيسية:
- سلس البول الإجهادي (Stress Incontinence): يحدث عند زيادة الضغط على المثانة، مثل عند العطس، السعال، الضحك، أو ممارسة التمارين الرياضية.
- سلس البول الإلحاحي (Urge Incontinence): يحدث نتيجة انقباضات لا إرادية لعضلات المثانة، مما يسبب حاجة مفاجئة وقوية للتبول يصعب التحكم فيها.
- سلس البول الفيضي (Overflow Incontinence): يحدث عند عدم قدرة المثانة على إفراغ نفسها بشكل كامل، مما يؤدي إلى تسرب البول بشكل متقطع.
- سلس البول الوظيفي (Functional Incontinence): يحدث نتيجة عدم قدرة الشخص على الوصول إلى المرحاض في الوقت المناسب بسبب مشكلة جسدية أو عقلية (مثل الخرف أو التهاب المفاصل الشديد).
طرق علاج سلس البول:
يعتمد اختيار العلاج على نوع سلس البول، شدة الحالة، والسبب الكامن وراءها. غالبًا ما يبدأ العلاج بالأساليب الأقل تدخلاً، ثم يتم الانتقال إلى الخيارات الأكثر تقدمًا إذا لزم الأمر.
1. التغييرات السلوكية ونمط الحياة:
- تدريب المثانة: يساعد هذا التدريب على استعادة السيطرة على المثانة عن طريق التبول في أوقات محددة وزيادة الفترات بينها تدريجيًا.
- تمارين كيجل (Kegel Exercises): تقوي هذه التمارين عضلات قاع الحوض المسؤولة عن التحكم في تدفق البول. يمكن أن تكون فعالة بشكل خاص في حالات سلس البول الإجهادي.
- إدارة السوائل والوجبات الغذائية: يُنصح بتقليل استهلاك المشروبات التي تهيج المثانة، مثل الكافيين والمشروبات الغازية والكحول. كما يجب تجنب الأطعمة الحامضة أو الحارة.
- إنقاص الوزن: يساعد فقدان الوزن على تقليل الضغط على المثانة وعضلات قاع الحوض.
2. الأدوية:
تُستخدم الأدوية لعلاج أنواع معينة من سلس البول، خاصةً سلس البول الإلحاحي.
- مضادات الكولين (Anticholinergics): تساعد على تهدئة عضلات المثانة المفرطة النشاط وتقليل الانقباضات اللاإرادية.
- ميرابيغرون (Mirabegron): يعمل على إرخاء عضلات المثانة، مما يزيد من قدرتها على تخزين البول.
3. الأجهزة الطبية:
- الأجهزة المهبلية (Pessaries): تُستخدم هذه الأجهزة (التي تشبه الحلقات) لدعم المثانة والرحم والضغط على الإحليل، مما يساعد على منع تسرب البول.
- القسطرة البولية (Catheters): في حالات سلس البول الفيضي، قد يحتاج المريض إلى استخدام قسطرة بشكل دوري لتفريغ المثانة بالكامل.
4. العلاج بالتحفيز الكهربائي:
يتم استخدام أجهزة خاصة لتوصيل نبضات كهربائية خفيفة إلى عضلات قاع الحوض أو الأعصاب المحيطة بالمثانة. يساعد هذا التحفيز على تقوية العضلات واستعادة السيطرة عليها.
5. الخيارات الجراحية:
تُعتبر الجراحة خيارًا أخيرًا عندما لا تنجح العلاجات الأخرى، وتكون فعالة بشكل خاص في حالات سلس البول الإجهادي.
- عملية الشريط (Sling Procedure): تُعد الأكثر شيوعًا، وتتضمن وضع شبكة لدعم الإحليل والمثانة، مما يمنع التسرب.
- حقن عوامل التضخيم (Bulking Agents): يتم حقن مواد خاصة في الأنسجة المحيطة بالإحليل لزيادة سمكها، مما يساعد على إغلاقه بشكل أفضل.
متى يجب استشارة الطبيب؟
من المهم استشارة الطبيب في أقرب وقت ممكن إذا لاحظت أي أعراض لسلس البول. سيقوم الطبيب بتحديد نوع سلس البول وسببه الكامن، مما يسمح بوضع خطة علاجية مناسبة. قد تشمل الفحوصات: التاريخ الطبي، الفحص السريري، تحليل البول، وفي بعض الحالات اختبارات ديناميكية التبول (urodynamic testing) لقياس وظائف المثانة والإحليل.
