ما هو نورجيستريل؟
نورجيستريل (Norgestrel) هو دواء بروجستيني اصطناعي ينتمي إلى عائلة الإستيرانات (estranes). تم تطويره في ستينيات القرن الماضي وأصبح أحد المكونات الأساسية في مجموعة واسعة من وسائل منع الحمل الفموية، سواء بمفرده أو بالاشتراك مع الإستروجين.
آلية العمل:
يعمل نورجيستريل كمحاكي (agonist) لمستقبلات البروجستيرون في الجسم، مما يجعله فعالاً في تحقيق تأثيرات هرمونية متعددة. وتتلخص آلية عمله في:
- تثبيط الإباضة: يُعتبر هذا التأثير هو الأساس لفعالية نورجيستريل في منع الحمل. حيث يعمل على تثبيط إطلاق الهرمون المحفز للجريبات (FSH) والهرمون اللوتيني (LH) من الغدة النخامية، وهما الهرمونان الضروريان لنمو البويضة وإطلاقها من المبيض.
- تغيير مخاط عنق الرحم: يزيد نورجيستريل من سماكة ولزوجة مخاط عنق الرحم، مما يجعل من الصعب على الحيوانات المنوية اختراق الرحم والوصول إلى البويضة.
- تغيير بطانة الرحم: يغير من طبيعة بطانة الرحم (endometrium) لتصبح غير مناسبة لانغراس البويضة المخصبة.
الاستخدامات الطبية:
يُستخدم نورجيستريل في مجموعة متنوعة من الحالات الطبية، وأشهر استخداماته هي:
1. وسائل منع الحمل:
- حبوب منع الحمل المركبة: يُستخدم بالاشتراك مع هرمون الإستروجين (مثل إثينيل إستراديول) في العديد من حبوب منع الحمل. هذا المزيج يوفر فعالية عالية في منع الحمل ويساعد على تنظيم الدورة الشهرية.
- حبوب البروجستين فقط ("حبوب الرضاعة"): يُستخدم بمفرده في حبوب منع الحمل التي تحتوي على البروجستين فقط. غالبًا ما تُوصف هذه الحبوب للنساء اللواتي لا يمكنهن استخدام الإستروجين لأسباب صحية (مثل المرضعات أو المدخنات فوق سن 35).
- وسائل منع الحمل الطارئة: يُعتبر نورجيستريل أحد المكونات النشطة في بعض وسائل منع الحمل الطارئة (مثل Ogestrel وOvral).
2. العلاج الهرموني البديل (HRT):
- يُستخدم نورجيستريل، عادة بالاشتراك مع الإستروجين، كجزء من العلاج الهرموني البديل للنساء بعد انقطاع الطمث. هذا العلاج يساعد في تخفيف أعراض سن اليأس (مثل الهبات الساخنة) ويحمي من ترقق العظام، كما يمنع الإستروجين من تحفيز نمو غير طبيعي لبطانة الرحم.
3. حالات أخرى:
- يمكن استخدامه في بعض الحالات للتحكم في النزيف الرحمي غير الطبيعي.
الأشكال الصيدلانية:
يأتي نورجيستريل في شكلين رئيسيين:
- نورجيستريل (Norgestrel): هو المادة الفعالة نفسها.
- ليفونورجيستريل (Levonorgestrel): هو الشكل النشط بيولوجيًا لنورجيستريل، ويعتبر أكثر فعالية وأوسع استخدامًا. غالبًا ما يُعتبر "ليفونورجيستريل" هو الدواء المفضل في الوقت الحاضر بسبب فعاليته العالية في جرعات أقل، مما يقلل من الآثار الجانبية.
الآثار الجانبية والتحذيرات:
مثل أي دواء هرموني، قد يسبب نورجيستريل بعض الآثار الجانبية، منها:
- اضطرابات في الدورة الشهرية: مثل النزيف غير المنتظم أو النزيف بين الدورات.
- الصداع، الغثيان، والتقلبات المزاجية.
- احتقان الثدي وزيادة الوزن.
- حب الشباب.
- زيادة خطر الجلطات الدموية: خاصة عند استخدامه بالاشتراك مع الإستروجين. يجب تجنب الدواء أو استشارة الطبيب في حال وجود تاريخ مرضي للجلطات، أو أمراض الكبد، أو سرطان الثدي.
تحذير هام:
يجب على النساء الحوامل أو اللواتي يخططن للحمل عدم استخدام نورجيستريل، كما يجب استشارة الطبيب قبل استخدامه أثناء الرضاعة الطبيعية.