تأثيرات العلاج الإشعاعي لمنطقة الحوض والأعضاء التناسلية على العلاقة الحميمة: دليل شامل للرجال والنساء حول الآثار قصيرة وطويلة الأمد

تأثير العلاج الإشعاعي على العلاقة الحميمة (الجماع):

قد يلاحظ الأفراد، رجالاً ونساءً، الذين يخضعون لأنواع معينة من العلاج الإشعاعي التي تستهدف منطقة الحوض و/أو الأعضاء التناسلية، تغيرات ملموسة في قدرتهم على الاستمتاع بالعلاقة الحميمة أو انخفاضاً في الرغبة الجنسية بشكل عام.

يختلف هذا التأثير باختلاف الجرعة، المنطقة المعالجة، ونوع الإشعاع المستخدم، ويمكن أن يتجلى في مشاكل قصيرة الأمد (أثناء وبعد العلاج مباشرة) أو آثار طويلة الأمد.


أولاً: التأثير على النساء

يُركز العلاج الإشعاعي للحوض على الأعضاء التناسلية الأنثوية (مثل المهبل والرحم والمبيضين)، مما قد يؤدي إلى مجموعة من التغيرات التي تؤثر على الجماع:

1. الآثار قصيرة الأمد (أثناء وبعد العلاج مباشرة):

  • الامتناع المؤقت: قد يطلب فريق الرعاية الصحية من بعض النساء الامتناع عن الجماع بشكل كامل أثناء فترة العلاج الإشعاعي للحوض، وذلك لتقليل خطر الالتهاب أو العدوى، وللسماح للأنسجة بالشفاء.
  • الألم أثناء الجماع (عُسر الجِماع): قد تشعر بعض النساء بألم أو عدم ارتياح أثناء الجماع، نتيجة للالتهاب الذي يسببه الإشعاع في بطانة المهبل.
  • التهيج والأعراض المهبلية: يمكن أن يسبب العلاج الإشعاعي أعراضاً مزعجة تشمل:

  1. الجفاف المهبلي (الضمور المهبلي): نقص الرطوبة الطبيعية.
  2. الحكة والحرقان: تهيج في منطقة المهبل والفرج.

التعافي الفوري: غالباً ما تكون النساء قادرات على استئناف النشاط الجنسي في غضون بضعة أسابيع بعد الانتهاء من دورة العلاج الإشعاعي. ومع ذلك، من الضروري دائماً استشارة الطبيب المختص قبل استئناف الجماع لضمان الشفاء التام وتلقي التوجيه المناسب.

2. الآثار طويلة الأمد:

  • تندب وتضيق المهبل: يمكن أن تتسبب بعض أنواع العلاج الإشعاعي في آثار طويلة الأمد، أبرزها تندب وتليف الأنسجة المهبلية. يؤدي هذا التندب إلى نقص في مرونة المهبل وتضيقه (تضيق المهبل)، مما يجعل الجماع مؤلماً أو صعباً في المستقبل.
  • انقطاع الطمث المبكر: إذا تعرض المبيضان للإشعاع، فقد يؤدي ذلك إلى توقف وظيفتها، مما يسبب انقطاع الطمث المبكر وما يترتب عليه من انخفاض في مستويات الهرمونات (الأستروجين)، والذي يزيد من جفاف وضمور المهبل وانخفاض الرغبة الجنسية.

الدعم والمساعدة: يمكن لفريق رعاية مرضى السرطان تقديم طرق فعالة للمساعدة في تخفيف هذه الآثار، مثل استخدام موسعات المهبل للحد من التضيق، أو استخدام المزلقات المهبلية أو مرطبات المهبل لمكافحة الجفاف والألم.


ثانياً: التأثير على الرجال

يستهدف الإشعاع في منطقة الحوض لدى الرجال أعضاء حيوية مثل البروستاتا والمثانة والمستقيم، مما قد يؤثر بشكل أساسي على الوظيفة الجنسية:

1. مشاكل الانتصاب (العنانة)

  • الآلية: قد يؤثر الإشعاع على النهايات العصبية الدقيقة والأوعية الدموية المسؤولة عن تدفق الدم اللازم لحدوث الانتصاب والحفاظ عليه.
  • التدرج الزمني: نادراً ما تظهر مشاكل الانتصاب فوراً بعد العلاج. بل تحدث عادةً بشكل تدريجي وتتفاقم على مدار عدة أشهر أو حتى سنوات بعد الانتهاج من العلاج الإشعاعي.

خيارات العلاج: إذا أصبح ضعف الانتصاب مصدر قلق، فمن المهم جداً التحدث إلى طبيب الأورام أو طبيب المسالك البولية. هناك العديد من خيارات العلاج المتاحة، مثل الأدوية الفموية (مثل مثبطات الفوسفوديستيراز 5)، أو الحقن داخل الكهفي، أو الأجهزة المساعدة (مثل مضخات التفريغ)، أو حتى زراعة دعامات القضيب.


ثالثاً: الاحتياطات الخاصة بالإشعاع الداخلي (زرع البذور/المعالجة الكثبية)

عندما يتلقى المريض (ذكراً أو أنثى) علاجاً إشعاعياً داخلياً (Brachytherapy) من خلال زرع مصدر إشعاعي مؤقت أو دائم (مثل البذور المشعة) داخل الجسم:

  • التوجيه الطبي: من الضروري التحدث بشكل خاص مع فريق رعاية مرضى السرطان حول الاحتياطات التي يجب اتخاذها أثناء الجماع. قد تتضمن هذه الاحتياطات فترة زمنية محددة يجب فيها تجنب الجماع لتقليل خطر التعرض للإشعاع للشريك، خاصة في حالة البذور المشعة الدائمة في البروستاتا أو التطبيقات المؤقتة في المهبل. يجب الالتزام الصارم بتعليمات الفريق الطبي لضمان السلامة.

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال