التهاب النسيج الخلوي (Cellulitis): عدوى جلدية بكتيرية منتشرة؛ الأعراض السريرية (الاحمرار والتورم)، خطر تعفن الدم، والعلاج الأساسي بالمضادات الحيوية والراحة

التهاب النسيج الخلوي (Cellulitis): فهم العدوى الجلدية وطرق علاجها

التهاب النسيج الخلوي هو عدوى بكتيرية حادة وشائعة تصيب الجلد والأنسجة الرخوة الموجودة تحته مباشرة، وتحديداً طبقتي الأدمة وتحت الجلد. يتميز هذا الالتهاب بكونه منتشرًا (Diffuse)، أي أنه يميل إلى الانتشار السريع في المنطقة المصابة. وعلى الرغم من أنه عادة ما يكون قابلاً للعلاج، إلا أنه يمكن أن يصبح خطيرًا في حال تأخر التشخيص أو العلاج، مما يستدعي تدخلاً طبياً عاجلاً.


طبيعة العدوى والأعراض السريرية:

المسببات الرئيسية:

يحدث التهاب النسيج الخلوي في الغالب نتيجة عدوى بكتيرية، حيث تخترق البكتيريا الجلد وتتكاثر في الأنسجة السفلية. الطريقة الأكثر شيوعًا لدخول البكتيريا هي من خلال:

  • ضرر في حاجز الجلد: مثل قرحة مفتوحة، أو جرح، أو خدش، أو حتى لدغة حشرة، أو شق جراحي.
  • الإصابة الخفية: من المهم ملاحظة أن العدوى قد تحدث دون وجود أي ضرر واضح للجلد كجرح أو خدش، حيث يمكن للبكتيريا الاستفادة من أي خلل مجهري في حاجز الجلد.

العلامات والأعراض المميزة:

يتم التعرف على التهاب النسيج الخلوي من خلال مجموعة من العلامات السريرية الموضعية والجهازية التي تظهر على المريض:

  • الأعراض الموضعية (على الجلد):

  1. الاحمرار: يصبح الجلد في المنطقة المصابة أحمر اللون، ويميل الاحمرار إلى الانتشار السريع.
  2. الدفء: تكون المنطقة المصابة دافئة جداً عند اللمس، نتيجة لزيادة تدفق الدم كاستجابة للالتهاب.
  3. التورم والانتفاخ: يحدث تورم ملحوظ في الأنسجة.
  4. الألم والحنان: يشعر المريض بألم شديد عند اللمس أو الضغط على المنطقة المصابة.
  5. في الحالات المتقدمة، قد تظهر البثور (Blisters) على سطح الجلد.
  • الأعراض الجهازية (الحالات الشديدة): 

    قد يعاني المصابون بالتهاب النسيج الخلوي الشديد من أعراض تشير إلى استجابة الجسم العامة للعدوى، مثل الحمى، والقشعريرة، والتعرق، والغثيان، والشعور العام بتوعك.

مواقع الإصابة:

يُصيب التهاب النسيج الخلوي الجزء السفلي من الساق في أغلب الأحيان. ومع ذلك، يمكن أن يظهر في أي جزء من الجسم بما في ذلك الوجه، والذراعين، ومناطق الجذع.


المضاعفات وضرورة التدخل الطبي:

تعفن الدم (Sepsis):

يُعد تعفن الدم أخطر المضاعفات المحتملة. يحدث هذا عندما تنتشر بكتيريا التهاب النسيج الخلوي في مجرى الدم وتنتقل إلى أعضاء الجسم الأخرى. تُعتبر هذه الحالة حالة طبية طارئة تهدد حياة المريض وتتطلب علاجاً فورياً ومكثفاً في المستشفى.

أهمية الرعاية العاجلة:

نظرًا لخطر الانتشار السريع والمضاعفات المحتملة، من الضروري الحصول على رعاية طبية في أقرب وقت ممكن بمجرد الاشتباه في الإصابة بالتهاب النسيج الخلوي. وعلى الرغم من أن معظم المصابين يتماثلون للشفاء بسرعة، فإن عدداً قليلاً منهم قد يصاب بمضاعفات خطيرة.


بروتوكول العلاج والرعاية الداعمة:

المضادات الحيوية هي حجر الزاوية في علاج التهاب النسيج الخلوي، ويتم تحديد طريقة العلاج بناءً على شدة الإصابة:

  • العلاج المنزلي: في معظم الحالات الخفيفة إلى المتوسطة، يتم إعطاء المضادات الحيوية عن طريق الفم، ويكمل المريض فترة العلاج في المنزل.
  • العلاج في المستشفى: يحتاج بعض المرضى، خاصة أولئك الذين يعانون من أعراض جهازية شديدة، أو لديهم تعفن دم مشتبه به، أو لا يستجيبون للمضادات الحيوية الفموية، إلى العلاج في المستشفى لإعطائهم المضادات الحيوية عن طريق الوريد.
  • الرعاية الداعمة: تلعب الإجراءات الداعمة دوراً حاسماً في التعافي:

  1. الراحة: يجب على المريض إراحة الطرف المصاب.
  2. الرفع (Elevation): يُعد رفع الطرف المصاب (مثل الساق أو الذراع) فوق مستوى القلب مهمًا جداً للمساعدة في تقليل التورم والانتفاخ.
  3. الضغط (Compression): في بعض الحالات، قد يوصي الطبيب بـ استخدام الضغط على الطرف المصاب (مثل رباط ضاغط) لتقليل الوذمة.

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال