الوسائل التكنولوجية المتطوّرة تمكّن الإنسان من التدخّل في عمليات الإخصاب وحلّ المشاكل التي تظهر في إخصاب الحيوانات والنباتات والإنسان نفسه.
الإخصاب في الأنابيب (أطفال الأنابيب):
هناك أزواج يعانون من العقم، لا يستطيعون إنجاب أطفال لأسباب مختلفة. بعض مشاكل الخصوبة تتعلّق بالرجل، والبعض الآخر- بالمرأة. أحيانًا يمكن إعطاء المرأة أدوية تحوي هورمونات تشجّع نضج البويضات، وبذلك تُحلّ المشكلة.
في الحالات الأكثر شدّة، يستعينون بالإخصاب خارج الجسم، الذي يسمّى أيضًا الإخصاب في الأنابيب أو الإخصاب الاصطناعي.
في هذه الطريقة، يضخّون بويضات من المرأة ويؤدّون بها إلى اللقاء مع خلايا منوية في أنبوب اختباري، في شروط ملائمة.
بعد الإخصاب ينمّون الجنين في المختبر لوقت قصير، ومن ثمّ يزرعونه في جسم المرأة ويتيحون له مواصلة التطوّر بشكل طبيعي داخل رحم المرأة.
من المعتاد زرع عدّة أجنّة في رحم المرأة، لأنّ الرحم لا ينجح في استيعابها جميعًا لمواصلة التطوّر.
لكن في الكثير من الحالات، ينجح الرحم في استيعاب أكثر من جنين واحد، والنتيجة: حمل لتوأمين أو أكثر.
في الحالات التي يُنتِج فيها الرجل كمّية قليلة من الحيوانات المنوية أو جودة الخلايا المنوية منخفضة جدًّا (على سبيل المثال، قدرتها على الحركة مصابة) يمكن الاكتفاء بخلية منوية واحدة وحقنها مباشرةً داخل البويضة، للحصول على اللاقحة.
إحدى أفضليات الإخصاب خارج الجسم هي أنّها تمكّن القيام بتشخيص وراثي قبل التجذير: يمكن فحص المادّة الوراثية للجنين قبل زرعه في رحم المرأة.
بهذه الطريقة يمكن الكشف إذا كانت الأجنّة تحمل جينات مصابة والتي من الممكن أن تؤدّي إلى أمراض وراثية صعبة واختيار الأجنّة التي لا تحمل جين المرض.
تكنولوجية الإخصاب خارج الجسم تحمل في طيّاتها أيضًا مشاكل أخلاقية.
على سبيل المثال، يمكن إنتاج "أطفال حسب الطلب"، يتحلّون بصفات مرغوب فيها كالمظهر الخارجي أو الجنس المطلوب (ولد أو بنت).
يمكن أن تكون لهذه الإمكانيات أبعاد كبيرة على تركيبة المجتمع البشري وعلى أدائه الوظيفي.
الإخصاب خارج الجسمي عند الأبقار:
عندما يرغبون في تحسين قطعان الأبقار (للحصول على الحليب أو اللحم)، يختار مربّو الأبقار في البلاد ثيرانًا وبقرات "متميّزة" للإخصاب: يُخصبون البقرات المختارة في القطيع بخلايا منوية من الثيران المختارة، أو يضخّون البويضات من البقرات ويخصبونها (في إخصاب خارج الجسم) في شروط مختبرية بالخلايا المنوية التي تمّ جمعها من الثيران المختارة. ثمّ يزرعون الأجنّة التي يحصلون عليها في رحم بقرات متبنّية.
توجد في البلاد عدّة إناث وذكور "متميّزة"، والتي هي أباء جميع قطعان الأبقار في البلاد تقريبًا!
التلقيح الاصطناعي في النباتات:
يتمّ التلقيح الاصطناعي بواسطة الإنسان (وليس بواسطة الحشرات أو الرياح).
ينقل الإنسان حبيبات لقاح من زهرة إلى أخرى، لزيادة نجاعة الإخصاب أو لإتاحة لقاء بين حبيبات لقاح من مصدر معيّن مع مياسم أزهار أخرى.
يقومون بهذا الإخصاب كثيرًا في زراعة النخيل والفستق، ويتمّ بحثه أيضًا في أشجار اللوز.
