اللاقحة، التي تتكوّن في مرحلة الإخصاب، هي خلية وحيدة.
تنقسم هذه الخلية إلى خليّتين، وكلّ واحدة منهما تنقسم هي الأخرى إلى خليّتين، وهكذا دواليك.
وتيرة الانقسامات سريعة للغاية.
على سبيل المثال، لدى الإنسان، انقسام اللاقحة يكوّن مئتَي مليون خلية في تسعة أشهر!
انقسام الخلايا في عملية تطوّر الجنين هي انقسام ميتوزا: كلّ واحدة من الخلايا الابنة التي تتكوّن عند نهاية الانقسام هي نسخة دقيقة للخلية الأصلية.
كلّ واحدة منها تحوي جميع أزواج الكروموسومات التي كانت للخلية الأصلية.
لكنّ انقسام الخلايا لا يمكنه إكساب الجنين شكله الخاصّ: لو كانت الخلايا تنقسم وتعيد الانقسام فقط، لكان المخلوق كتلة ضخمة من الخلايا المتطابقة.
لكي يتكوّن الشكل المعقّد للجسم، تمرّ الخلايا بعملية تسمّى تمايزًا: تنتظم الخلايا في مجموعات، وتغيّر شكلها وتكتسب الوظائف التي تميّزها هي فقط.
على سبيل المثال، تتحوّل بعض خلايا الجنين إلى خلايا للعين، وخلايا أخرى "تتخصّص" وتتحوّل إلى خلايا عصبية، ويختلف شكلها ووظيفتها عن شكل ووظيفة خلايا المعدة.
في بداية التطوّر الجنيني، قبل بدء التمايز، تكون الخلايا متشابهة، وتسمّى خلايا جذعية.
تنقسم الخلايا الجذعية بوتيرة سريعة، وتستطيع كلّ واحدة منها التمايز في المستقبل إلى أيّ خلية كانت: خلية كبد، خلية عصبية، خلية جلد وغير ذلك.
في مرحلة لاحقة من تطوّر الجنين، تتباطأ وتيرة انقسام الخلايا، وتبدأ في التمايز.
بسبب قدرة الخلايا الجذعية على التمايز إلى جميع أنواع خلايا وأنسجة الجسم، يحاول العلماء استغلالها لعلاج الأفراد الذين يحتاجون إلى زرع خلايا أو أنسجة.
الهدف هو أن يؤدّي العلماء بالخلايا الجذعية إلى التمايز في المختبر إلى الأنسجة المطلوبة، وعندئذ زرعها في جسم المرضى.
على سبيل المثال، إذا نجح العلماء في توجيه الخلايا الجذعية إلى التمايز إلى أنسجة جلد، فإنّ بإمكانهم تنمية مثل هذا النسيج في المختبر وزرعه في جسم المرضى المصابين بالحروق.
كما أسلفنا، العمليتان الأساسيتان اللتان تشكّلان الجنين- انقسام الخلايا والتمايز- متشابهتان في جميع المخلوقات الحيّة.
