تنوع الطحالب الخضراء: استكشاف أشكالها المختلفة، تركيب خلاياها الفريد، والآليات التي تمكنها من الحياة في بيئات متنوعة

شعبة الطحالب الخضراء (Chlorophyta): تنوع في الشكل والبيئة

تُعرف الطحالب الخضراء بتنوعها المذهل، فهي لا تقتصر على بيئة واحدة، بل تسكن المياه العذبة والمالحة على حدٍ سواء. وعلى الرغم من أن معظمها يفضل المياه العذبة حيث ينمو مغمورًا، فإن الأنواع البحرية منها غالبًا ما تستقر على الصخور في المناطق الشاطئية الضحلة.

لكن بيئة الطحالب الخضراء لا تقتصر على المياه فحسب! فبعض الأنواع تكيفت للعيش في البيئات البرية الرطبة، مثل التربة، وعلى الصخور، والخشب المتعفن، وحتى جذوع الأشجار. أغلب هذه الطحالب تعيش بشكل حر، لكن بعضها الآخر يختار أنماط حياة طفيلية أو رمّية، حيث يعتمد على كائنات أخرى أو على المواد العضوية المتحللة.


التركيب الخلوي: مكونات أساسية وخصائص فريدة

تُظهر خلايا الطحالب الخضراء اختلافات كبيرة في الشكل والحجم. بعضها وحيد الخلية مثل طحلب كلاميدوموناس، بينما يشكل البعض الآخر مستعمرات. هذه المستعمرات قد تكون بسيطة، حيث تتشابه الخلايا وتؤدي كل منها وظائف الحياة بشكل مستقل (مثال: طحلب باندورينا)، أو قد تكون معقدة وتتكون من خلايا متخصصة، مثلما يحدث في طحلب فولفوكس.

لا يقتصر التنوع على الخلايا الفردية، بل يمتد ليشمل الشكل الكلي للطحلب. بعضها يأخذ شكل خيوط مقسمة مثل طحلب سبيروجيرا، والبعض الآخر يكون على هيئة شريطية أو ورقية مثل طحلب أولفا , أو حتى مظلية الشكل كطحلب أسيتابيولاريا.

تتكون الخلايا من:

  • جدار خلوي: يتكون الجدار الخلوي من طبقتين: طبقة داخلية من السليلوز وطبقة خارجية من البكتين.
  • بروتوبلاست: وهو الجزء الحي من الخلية، ويحتوي على النواة والعضيات الأخرى.

النواة:

تحتوي كل خلايا الطحالب الخضراء على نواة مميزة تحيط بها غلاف نووي، وتحتوي على نوية واحدة أو أكثر، بالإضافة إلى الشبكة الكروماتينية.


البلاستيدات الخضراء:

تعتبر البلاستيدات الخضراء موطن الأصباغ الضوئية مثل الكلوروفيل أ، ب، والكاروتينات، والزانثوفيلات. وهي المسؤولة عن عملية التمثيل الضوئي. تتميز بلاستيدات الطحالب الخضراء بخصائص فريدة:

  • الشكل: تختلف أشكالها بشكل كبير، فقد تكون كأسية، نجمية، مسطحة، مثقبة، أو حتى قرصية.
  • التركيب: على عكس بلاستيدات النباتات الزهرية التي تغلف بغشائين، قد تغلف بلاستيدات الطحالب بغشاء واحد في بعض الحالات.
  • البيرينويدات: تُعد البيرينويدات أجسامًا بروتينية كروية تُحاط بالنشا، وتعمل كمراكز لتكوين النشا. عادة ما تحتوي البلاستيدة الواحدة على بيرينويد واحد أو أكثر.


آليات الحركة والوظائف الحيوية الإضافية:

تتمتع بعض الطحالب الخضراء بقدرة على الحركة بفضل وجود أسواط من النوع الكرباجي (whiplash type). هذه الأسواط قد تكون سوطين أماميين كما في كلاميدوموناس، أو قد تكون أسواطًا جانبية.

البقعة العينية (Stigma):

في الطحالب المتحركة، توجد بقعة عينية حساسة للضوء، تقع عادة بالقرب من قواعد الأسواط. وظيفتها الرئيسية هي توجيه حركة الأسواط نحو الضوء، مما يساعد الطحلب على الوصول إلى الأماكن المناسبة للتمثيل الضوئي.

الفجوات المنقبضة (Contractile Vacuoles):

توجد في بعض الطحالب المتحركة فجوات منقبضة، وعادة ما تكون فجوتان في كل خلية. تعمل هذه الفجوات بشكل تبادلي، حيث يحدث انقباض مفاجئ وتمدد تدريجي. تُعتقد أن وظيفتها الرئيسية هي الإخراج، حيث تجمع فضلات الأيض وتطردها خارج الخلية.


تخزين الغذاء وآلية الحركة العصبية:

يتم تخزين الغذاء في الطحالب الخضراء بشكل أساسي على هيئة نشا، وقد يتم تخزين كميات قليلة من الزيت في الخلايا القديمة أو الزيجوت.

تتميز بعض الطحالب المتحركة، مثل كلاميدوموناس وفولفوكس، بوجود جهاز معقد للحركة يُعرف بـ الجهاز العصبي-الحركي (neuromotor apparatus). يتكون هذا الجهاز من:

  • بليفاروبلاست (blepharoplast): وهي حبيبة موجودة تحت كل سوط.
  • الخيوط: تتصل حبيبات البليفاروبلاست ببعضها البعض بخيط عرضي، بينما يربط خيط آخر بينهما وبين الجسم المركزي المجاور للنواة، مما يتيح تنسيق الحركة بشكل دقيق.

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال