يعلل القرطبي سبب موت الأجنة التي تولد لثمانية أشهر بقوله: "قد قلنا أنه من ولد لثمانية أشهر لم يعش على ما أختبر في طول الدهر وذلك أن الحركة القوية يتحركها الجنين بعد انتصاف السنة الشمسية على ما اجتلبناه قبل هذا والمكابدة التي يكابدها في هتك الأغشية المحيطة به والمكتنفة له تضعفه من بعد ذلك إن بقي في الرحم أضعافا شديدة وتوهن قوته وتزعزع الرحم وتمد السرة مدا عنيفا حتى كأنها تخلع من أصلها عند انقلاب الجنين وعظمة رأسه إلى أسفل فيألم بذلك الجنين وأمه ويمرضان من بعد تلك الحركة ويعرض لهما الأورام وينحل الجنين بانقلابه ذلك من الرباطات التي كان موثقا بها فيرجع ثقله على أمه فلذلك يبقى الجنين مريضا في الشهر الثامن كله وفي خمسة أيام قبله وخمسة أيام بعده يصير أربعين يوما أولهما إذا مضى للحمل مائتان وستة أيام وآخرها إذا مضى له مئتان وستة أربعون يوما فالجنين يموت حتما إن ولد فيها لأنها تجتمع إليه آلام الولادة وتضغطه والمرض الذي هو فيه".