ختان الإناث:
يُمثل ختان الإناث ممارسة ضارة لا أساس لها من الصحة، وتُعتبر انتهاكًا لحقوق المرأة وسلامتها الجسدية والنفسية. ورغم ذلك، لا تزال هذه الممارسة منتشرة في بعض المجتمعات، خاصةً في مصر، لأسباب عديدة تتداخل فيها الجوانب الطبية المزعومة، والمعتقدات الاجتماعية، والموروثات الثقافية.
تطبيب الختان: ستار زائف لممارسة ضارة
إن ظاهرة تطبيب الختان هي إضفاء طابع علمي وطبي على هذه الممارسة، مما يُعطيها شرعية زائفة ويُضلل الناس حول حقيقتها. يروّج البعض لفكرة أن الختان يُقدم فوائد صحية، وهو ما يتناقض تمامًا مع الحقائق العلمية.
- الادعاءات الطبية المزعومة: يُزعم أن الختان يساعد المرأة على التخلص من الالتهابات الفيروسية والبكتيرية ويزيد من الإفرازات، خاصة في المناطق الحارة. ولكن في الواقع، تُشير الدراسات الطبية إلى أن الختان يسبب أضرارًا جسدية خطيرة، مثل النزيف الحاد، والعدوى، وآلام مزمنة، ومشاكل في التبول، ومضاعفات أثناء الولادة. كما أنه لا يوجد أي دليل علمي يربط بين الختان وزيادة النظافة أو الوقاية من الأمراض.
- الخطر المزدوج: عندما يقوم الأطباء بهذه الممارسة، فإنهم يمنحونها مصداقية زائفة، مما يجعل الأسر أكثر اطمئنانًا لإجراء العملية. وهذا يزيد من صعوبة مواجهة هذه الظاهرة، لأن المجتمع يعتقد أنه يقوم بفعل صحيح وموثوق من قبل المختصين.
الأبعاد الثقافية والاجتماعية: جذور المشكلة
لا يقتصر استمرار ختان الإناث على الادعاءات الطبية فقط، بل هو متجذر في معتقدات اجتماعية وثقافية عميقة:
- المعتقدات المرتبطة بالعفة والشرف: يُعتقد خطأً أن الختان وسيلة للحفاظ على عفة الفتاة وشرفها، والتحكم في رغبتها الجنسية. يُنظر إلى هذه الممارسة على أنها ضرورية لضمان "نقاء" الفتاة وقبولها في المجتمع. هذه النظرة تُلقي بعبء ثقيل على الفتيات وتجعلهن عرضة للعنف باسم التقاليد.
- تفضيل الأزواج: في بعض المجتمعات، يسود اعتقاد بأن الرجال يفضلون الزواج من النساء المختنات، مما يضع ضغطًا اجتماعيًا كبيرًا على الأسر لإجراء العملية لبناتهن لضمان مستقبلهن الزواجي.
- الموروث الديني المضلل: رغم أن المؤسسات الدينية الرسمية، مثل الأزهر الشريف في مصر، قد أكدت أن ختان الإناث ليس له أي أساس في الشريعة الإسلامية، وأنها مجرد عادة، إلا أن البعض لا يزال يربطها بالدين، مما يزيد من صعوبة تغيير هذه المعتقدات.
- الطقس الاجتماعي ومرحلة الانتقال: يُنظر إلى الختان في بعض المجتمعات على أنه مناسبة اجتماعية مهمة، وطقس يرمز لانتقال الفتاة من الطفولة إلى مرحلة البلوغ. تُقام له الاحتفالات، مما يُضفي عليه أهمية ثقافية ويُعزز من مكانته كتقليد راسخ.
خلاصة:
ختامًا، إن مكافحة ختان الإناث تتطلب نهجًا شاملاً يركز على التوعية بأضرارها الجسدية والنفسية، وتصحيح المفاهيم الدينية الخاطئة، وتغيير المعتقدات الاجتماعية التي تُبرر استمرارها. لا بد من العمل على تمكين المرأة وتوفير الحماية القانونية لها، لضمان القضاء على هذه الممارسة الضارة.