إرشادات مفصلة لإدارة ورعاية حالات التهاب الكبد الفيروسي (أ) والوقاية منه
يهدف هذا النص إلى توضيح الإجراءات المتبعة في رعاية مرضى التهاب الكبد الفيروسي (أ) والتدابير الوقائية اللازمة لحماية المخالطين، مع التركيز على التفاصيل الطبية واللوجستية لكل إجراء.
أولاً: إدارة ورعاية المريض المصاب بالتهاب الكبد الفيروسي (أ)
1. مكان العلاج ومتى يكون العزل ضروريًا:
في معظم حالات الإصابة بالتهاب الكبد الفيروسي (أ)، لا يُشترط عزل المريض في المستشفى. يُعد هذا المرض عادةً مرضًا حادًا يزول تلقائيًا دون أن يتحول إلى حالة مزمنة، لذا يمكن متابعة العلاج بشكل فعال وآمن في المنزل طالما كانت الحالة الصحية غير متردية.
ومع ذلك، هناك استثناءات تتطلب دخول المستشفى والمتابعة الدقيقة، وتشمل هذه الفئات كبار السن، والنساء الحوامل، أو أي مريض يُظهر علامات تدهور في حالته، مثل الجفاف الشديد (الناتج عن القيء أو الإسهال)، أو ظهور علامات نادرة ولكنها خطيرة مثل فشل الكبد الحاد.
عند دخول المريض إلى المستشفى، يتم تطبيق الاحتياطات الأساسية للنظافة، بالإضافة إلى احتياطات الدم وسوائل الجسم والإفرازات المعوية، لضمان عدم انتقال الفيروس. تُطبق هذه الإجراءات خاصةً في المراحل المبكرة، حتى يتم تأكيد التشخيص النوعي للفيروس.
2. العلاج والرعاية الداعمة:
تجدر الإشارة إلى أنه لا يتوفر علاج نوعي (مضاد فيروسي) مباشر لمرض التهاب الكبد الفيروسي (أ). بدلاً من ذلك، يرتكز العلاج بالكامل على الرعاية الداعمة لمساعدة الجسم على التغلب على العدوى، وتخفيف الأعراض المزعجة.
تشمل توصيات الرعاية الداعمة ما يلي:
- الراحة التامة: يحتاج المريض إلى فترات راحة كافية لمواجهة الإرهاق والتعب الشديدين اللذين يصاحبان المرض، مما يساعد الكبد على التعافي.
- التغذية والترطيب: الحفاظ على الترطيب الكافي للجسم ضروري لمنع الجفاف، خاصةً في حال حدوث قيء أو إسهال. يُنصح باتباع نظام غذائي متوازن، وتناول وجبات خفيفة عالية السعرات الحرارية بدلاً من الوجبات الكبيرة، لمواجهة الغثيان وفقدان الشهية.
- تجنب إجهاد الكبد: يجب على المريض الامتناع عن شرب الكحول نهائيًا. كما يجب استشارة الطبيب بشأن أي أدوية يتم تناولها، حتى الأدوية التي لا تستلزم وصفة طبية، لتجنب أي مادة قد تزيد من إجهاد الكبد.
ثانياً: التدابير الوقائية الأساسية والبيئية
يعتبر التهاب الكبد الفيروسي (أ) عدوى تنتقل عن طريق الطريق الفموي البرازي، لذا فإن الوقاية تعتمد بشكل أساسي على النظافة الصارمة:
- النظافة الشخصية: يجب على المريض وجميع المخالطين المحافظة على النظافة الشخصية الصارمة، وعلى رأسها غسل الأيدي جيداً بالماء والصابون لمدة لا تقل عن 20 ثانية، خاصة بعد استخدام المرحاض وقبل التعامل مع الطعام أو تناوله.
- إدارة المخلفات: من الضروري التأكد من التخلص السليم والآمن من البراز والبول والدم باستخدام المرافق الصحية. ويجب التأكيد على المحافظة على نظافة المرافق وتطهيرها بعد كل استخدام لمنع تلوث الأسطح.
ثالثاً: الإجراءات الوقائية للمخالطين (التحصين بعد التعرض)
بالنسبة للأشخاص الذين خالطوا المصابين ولم يحصلوا على مناعة مسبقة (سواء باللقاح أو بالإصابة السابقة)، تتوفر خيارات للتحصين الوقائي:
1. المصل المناعي (الغلوبيولين المناعي البشري):
يُعتبر هذا المصل بمثابة مناعة سلبية مؤقتة وسريعة، حيث يتم إعطاؤه ليوفر أجسامًا مضادة جاهزة تحارب الفيروس فور دخوله للجسم.
- المستفيدون: يُعطى للأفراد الذين لا يملكون مناعة، وخاصةً الأطفال الصغار ومرضى الكبد المزمن (ب) أو (س)، بالإضافة إلى بعض الكبار المعرضين للخطر.
- التوقيت: يجب إعطاؤه في وقت مبكر جدًا (عادةً خلال أسبوعين من التعرض) لتحقيق أقصى فعالية.
2. التطعيم (اللقاح):
يتوفر لقاح فعال وآمن يوفر مناعة نشطة وطويلة الأمد ضد التهاب الكبد الفيروسي (أ).
- الجرعات: يُعطى اللقاح على جرعتين (الجرعة الثانية تُعطى كجرعة معززة بعد فترة معينة، عادة ستة أشهر أو أكثر).
- الفئات المستهدفة: يمكن إعطاؤه للأطفال والأشخاص البالغين الذين لا يحملون مناعة، سواء كتحصين روتيني أو كجزء من إجراءات الوقاية بعد التعرض.
- اعتبارات برامج التطعيم: حاليًا، قد لا يتم إدراج هذا اللقاح ضمن التطعيمات الأساسية للأطفال في جميع المناطق، وذلك بسبب أن المرض يكون عادة خفيفًا جدًا في هذه الفئة العمرية. ومع ذلك، يُوصى به بشدة في المناطق الموبوءة أو للأشخاص المعرضين لخطر عالٍ.
