عاشت البشرية ثورات علمية متعددة، وتباينت علاقتها بهذه الثورات من الاستفادة القصوى إلى الضرر المفجع.
فتطبيقات الذرة تنتشر فى العديد من المجالات الحيوية والضرورية للإنسان، ولكن هذا لم يمنع تدمير البشر بالقنبلة الذرية "بهيروشيما" و"نجازاكى" باليابان.
واليوم تعيش البشرية أخطر هذه الثورات وأهمها ثورة "مادة الحياة"، إنها ثورة "الهندسة الوراثية وأبحاث الجينات" وتهدف إلى هندسة الطاقم الوراثي للكائنات الحية بتوجيهه لأداء وظائف محددة.
وكنتيجة طبيعية لأهمية هذا العلم بدأت الدول الكبرى منذ فترة تتسابق على معرفة الجديد فى هذا العلم عن طريق إنشاء مراكز أبحاث متعددة وشركات نظم جينية، بل واستخدام أحدث ما وصلت إليه تكنولوجيا الحاسبات فى تحليل المعلومات الوراثية والنظم الجينية.
والمتابعون لما يحدث يرون التقدم المذهل الذى يسير بمعدل سريع فى هذه التكنولوجيا.
سواء فى الاستخدام المفيد أو السيئ فيما يعرف بالحرب البيولوجية التى أصبحت شبحاً مخيفاً للبشرية، والحقيقة أن مجال الحرب البيولوجية ارتبط ليس بالتقدم فى تكنولوجيا الجينات فحسب بل في تكنولوجيا الصواريخ، لأن الرأس البيولوجي لا بد من تحميله على ما يوصله إلى الهدف؛ ولذلك فهو يحمل على الصواريخ تبعاً لخطة محددة يتحدد على أثرها مدى الصاروخ، أيضاً الحامل لهذه الرؤوس البيولوجية التى قد تكون قنابل بيولوجية (مسببات مرضية) بمجرد انتشارها تفتك بالنظم الحية فى البيئة أو عوامل مُطفِرة لإحداث طفرات سيئة للغاية فى مجتمع معين لإضعافه وشل حركة نهضته.
ولذلك أصبح لكلمة الضمير معنى خاص فى هذا العلم حيث يجعل الإنسان يعيش مسالماً يخدم البشرية ولا يضرها.
