ختان الإناث: تعريف، أنواع، ومخاطر... دليل لفهم الأضرار الصحية والآثار الاجتماعية والنفسية لممارسة تشكل انتهاكًا لحقوق الإنسان

ختان الإناث: تعريف، أنواع، ومخاطر

يُعرف ختان الإناث بأنه عملية استئصال جزئي أو كلي للأعضاء التناسلية الخارجية للفتاة، وهو ممارسة تُصنّف كأحد أشكال العنف ضد المرأة. وقد قامت منظمة الصحة العالمية بتصنيف هذه الممارسة إلى عدة درجات بناءً على مدى الشمولية في الاستئصال.


تصنيف أنواع ختان الإناث:

صنّفت المجموعة العلمية الاستشارية لمنظمة الصحة العالمية، في اجتماعها بجنيف عام 1995، ختان الإناث إلى ثلاث درجات رئيسية، تُظهر كل درجة منها مستوى مختلفًا من التدخل الجراحي والضرر:

  1. الدرجة الأولى: تُعرف هذه الدرجة باستئصال جزئي أو كلي لـغُلفة البظر، وهي الجلدة التي تغطي البظر. يُشبه هذا الإجراء في بعض جوانبه عملية ختان الذكور، حيث يُزال جزء من غلاف القضيب. ومع ذلك، فإن إزالة البظر بالكامل مع الشفرين الصغيرين يوازي في خطورته عملية الختان الكامل للذكر. تُقدر نسبة النساء اللواتي يتعرضن لهذا النوع من الختان مع الدرجة الثانية بحوالي 80% إلى 85%.
  2. الدرجة الثانية: تتضمن هذه العملية استئصال البظر بالكامل مع غلفته، بالإضافة إلى استئصال الشفرين الصغيرين بشكل كامل أو جزئي. تُعد هذه الدرجة أكثر خطورة من الأولى لكونها تتجاوز مجرد إزالة الغلاف لتشمل الأعضاء التناسلية نفسها.
  3. الدرجة الثالثة (التكميم أو الرتق): تُعد هذه الدرجة من أخطر أنواع الختان وأكثرها ضررًا، وتُسمى أيضًا بـ**"الطهارة السودانية"** في مصر، و**"الطهارة الفرعونية"** أو "الخفاض الفرعوني" في السودان. وتشمل:

  • استئصال البظر وغلفته والشفرين الصغيرين بالكامل.
  • شق الشفرين الكبيرين ثم خياطتهما معًا، أو إبقائهما متقاربين حتى يلتئما طبيعيًا.
  • تُترك فتحة صغيرة جدًا بحجم رأس عود ثقاب أو طرف إصبع صغير، للسماح بمرور البول ودم الحيض.
  • لإتمام عملية الجماع أو الولادة، تُفك هذه الخياطة، وقد تُعاد الخياطة بعد الولادة أو في حالة سفر الزوج.

تُعرف عملية فك الخياطة في الإنجليزية بـ"defibulation". تُعد الصومال وجيبوتي من أبرز الدول التي تُمارس فيها هذه الدرجة من الختان، وتُقدر نسبة النساء اللواتي يتعرضن لها بين 15% إلى 20%.


الخلط بين المفاهيم الدينية والطبية:

يُعتبر بعض الفقهاء أن ختان الإناث هو "قطع جلدة تكون في أعلى فرجها فوق مدخل الذكر كالنواة أو كعرف الديك"، وذلك بناءً على فهم معين لحديث نبوي يقول "أخفضي ولا تُنهِكي".

ومع ذلك، يُعد هذا الفهم غير دقيق، خاصة في ظل عدم التفريق الواضح بين غُلفة البظر والبظر نفسه. في مرحلة الطفولة، تكون الغُلفة ملتصقة بالبظر، مما يجعل الفصل بينهما صعبًا أو مستحيلًا. ونتيجة لذلك، يتم استئصالهما معًا، مما يُسبب ضررًا جسيمًا ودائمًا للفتاة.


لماذا يُعتبر ختان الإناث خطرًا؟

  • مخاطر صحية فورية: نزيف حاد، صدمة عصبية، عدوى، وآلام مبرحة.
  • مضاعفات طويلة الأمد: مشاكل في التبول، التهابات متكررة، صعوبة في الولادة، مشاكل نفسية، بالإضافة إلى فقدان الإحساس الجنسي.
  • انتهاك لحقوق الإنسان: تُصنف منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) ومنظمة الصحة العالمية ختان الإناث على أنه انتهاك جسيم لحقوق الفتيات والنساء، ويعملان على القضاء عليه بشكل كامل.

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال