علاج الروماتويد:
تعد معالجة التهاب المفاصل الروماتويدي (Rheumatoid Arthritis - RA) عملية شاملة تهدف إلى: وقف الالتهاب، تخفيف الألم والتورم، منع تلف المفاصل، وتحسين نوعية الحياة.
نظراً لأن الروماتويد هو مرض مزمن ومُتَطَوِّر، فإن العلاج يتطلب تعاونًا وثيقًا مع طبيب الروماتيزم ويشمل عادةً مزيجاً من الأدوية، والعلاج الطبيعي، وتغييرات في نمط الحياة.
1. العلاج الدوائي (الخيار الأساسي):
تمثل الأدوية حجر الزاوية في علاج الروماتويد، خاصة الأدوية التي تعمل على تعديل استجابة الجهاز المناعي.
أ. الأدوية المضادة للروماتيزم المُعدِّلة لسير المرض (DMARDs):
هذه هي الأدوية الأكثر أهمية في علاج الروماتويد لأنها تعمل على تهدئة الجهاز المناعي، مما يبطئ تقدم المرض ويمنع التلف الدائم للمفاصل.
DMARDs التقليدية (Conventional DMARDs):
- الميثوتريكسيت (Methotrexate): هو العلاج الأكثر شيوعاً وفعالية، ويُعتبر الخيار الأول لمعظم المرضى.
- هيدروكسي كلوروكين (Hydroxychloroquine): يُستخدم غالباً للحالات الخفيفة أو كجزء من علاج مشترك.
- سلفاسالازين (Sulfasalazine): يُستخدم لوحده أو مع أدوية أخرى.
DMARDs البيولوجية (Biologic DMARDs): تستهدف جزيئات محددة في الجهاز المناعي تسبب الالتهاب.
- مثبطات عامل نخر الورم (TNF Inhibitors): مثل أداليموماب، وإيتانيرسيبت.
- مثبطات الإنترلوكين (Interleukin Inhibitors).
- مثبطات كيناز جانوس (JAK Inhibitors): هي مجموعة أحدث من الأدوية الفموية التي تستهدف مساراً محدداً داخل الخلايا المناعية (مثل توفاسيتينيب وباريسيتينيب).
ب. الأدوية المُساعِدة لتخفيف الأعراض:
تُستخدم هذه الأدوية عادةً على المدى القصير أو لتخفيف النوبات الحادة من الالتهاب.
- مضادات الالتهاب غير الستيرويدية (NSAIDs): مثل الإيبوبروفين والنابروكسين. تعمل على تخفيف الألم والتورم بشكل سريع، لكنها لا تعالج سبب المرض ولا تمنع تلف المفاصل.
- الستيرويدات القشرية (Corticosteroids): مثل البريدنيزون. تقلل الالتهاب والألم بسرعة كبيرة، ولكن بسبب آثارها الجانبية (مثل ترقق العظام وزيادة الوزن)، توصف عادةً بجرعات منخفضة ولأقصر فترة ممكنة، أو تُحقن مباشرة في المفصل الملتهب.
2. العلاجات المُساعِدة والتأهيلية:
تُعد هذه العلاجات جزءاً أساسياً من الخطة العلاجية لضمان الحفاظ على وظيفة المفاصل وقوة العضلات.
أ. العلاج الطبيعي (Physical Therapy):
يساعد المعالج الفيزيائي في تصميم برامج تمارين تهدف إلى:
- الحفاظ على مرونة المفاصل وتقليل التيبس.
- تقوية العضلات المحيطة بالمفاصل لحمايتها.
ب. العلاج الوظيفي (Occupational Therapy):
يساعد المعالج الوظيفي المريض على:
- تعلم طرق لحماية المفاصل أثناء الأنشطة اليومية (مثل: فتح الأبواب أو ارتداء الملابس).
- استخدام الأجهزة المساعدة (مثل: دعامات المفاصل، أو أدوات مساعدة خاصة للمطبخ).
ج. التدخل الجراحي:
قد يُنصح بالجراحة في الحالات المتقدمة التي يحدث فيها تلف دائم للمفصل أو تشوهات لا يمكن تصحيحها بالعلاج الدوائي.
- استبدال المفاصل (Joint Replacement): مثل استبدال مفاصل الركبة أو الورك، لتقليل الألم واستعادة الوظيفة.
- جراحة تنظير المفصل (Synovectomy): لإزالة بطانة المفصل الملتهبة.
3. نمط الحياة والرعاية الذاتية:
تلعب العناية الشخصية دوراً حاسماً في إدارة الأعراض.
- الراحة والتوازن: يجب تحقيق التوازن بين فترات الراحة (خاصة أثناء النوبات الحادة) والحفاظ على النشاط البدني.
- التمارين المنتظمة: الأنشطة منخفضة التأثير مثل المشي، والسباحة، وركوب الدراجات الهوائية ضرورية للحفاظ على قوة العضلات.
العلاج بالحرارة والبرودة:
- الحرارة (مثل الحمامات الدافئة): تساعد في تهدئة المفاصل المتيبسة والعضلات المتعبة.
- البرودة (كمادات الثلج): تساعد في تقليل التورم والألم الحاد.
- الإقلاع عن التدخين: ثبت أن التدخين يزيد من شدة الروماتويد ويقلل من فعالية العلاجات.
- النظام الغذائي الصحي: على الرغم من عدم وجود نظام غذائي "يعالج" الروماتويد، إلا أن النظام الغني بمضادات الأكسدة وأحماض أوميغا-3 (مثل نظام البحر الأبيض المتوسط) يمكن أن يساعد في تقليل الالتهاب العام.
ملاحظة هامة: يجب أن يتم تشخيص الروماتويد ووصف علاجه حصراً من قبل طبيب متخصص في أمراض الروماتيزم. لا ينبغي البدء أو إيقاف أي دواء دون استشارته، خاصةً وأن الأدوية المستخدمة في علاج الروماتويد قد تتطلب مراقبة دورية لوظائف الكبد والكلى.
