نظام الأنسولين الجيلاتيني طويل المفعول والتحكم الفموي: ابتكار سويسري يضمن إفراز الهرمون لمدة شهر بآلية تنظيم مزدوجة بواسطة عقار فموي

الابتكار السويسري: الأنسولين الجيلاتيني طويل المفعول والتحكم الفموي

يسعى الباحثون والأطباء حول العالم بلا كلل لاكتشاف أنواع جديدة من الأنسولين وطرق إيصاله، بهدف تخفيف العبء اليومي الثقيل لمرض السكري، وخاصةً عناء الحقن المتكررة مدى الحياة. في هذا السياق، توصل علماء سويسريون إلى تطوير شكل دوائي مبتكر يجمع بين فعالية الحقن طويلة الأمد وراحة التحكم الفموي بالجرعة.


1. مفهوم الابتكار ومكوناته الأساسية:

قاد فريق من العلماء في دائرة علم وهندسة النظم الحيوية التابعة للمعهد الفيدرالي للتقانة بزيورخ (ETH Zurich) هذا التطور، الذي يتمحور حول مادة جيلاتينية مصممة خصيصًا:

  • المادة الجيلاتينية (الجل): هي عبارة عن شكل دوائي جديد يمكن حقنه في الجسم، ويحتوي على جزيئات هرمون الأنسولين محملة بداخله.
  • الإطلاق طويل الأمد: الميزة الأساسية لهذا الجل هي قدرته على إطلاق الأنسولين ببطء وثبات على مدار فترة زمنية طويلة، حيث يستمر تأثيره مدة تتراوح ما بين أسبوعين إلى أربعة أسابيع. هذا يعني تقليل عدد مرات الحقن من الحقن اليومي إلى حقنة واحدة كل عدة أسابيع.

2. آلية العمل الفريدة: التحكم الفموي بالإفراز:

على الرغم من أن فكرة استخدام الجيلاتين كحامل للأنسولين ليست جديدة، فإن التميز الحقيقي لهذا الابتكار يكمن في إدخال آلية تحكم ذكية تمنع الإفراز العشوائي أو الثابت غير القابل للتعديل للأنسولين.

  • تنظيم الإفراز عبر دواء فموي: يتطلب نظام العلاج الجديد من المريض تناول قرص من الدواء بالفم بالإضافة إلى حقنة الجل.
  • وظيفة القرص الفموي: يعمل هذا القرص كـ منظم خارجي (Regulator)، حيث يساعد على تنظيم وتعديل كمية الأنسولين التي تفرزها المادة الجيلاتينية المحقونة في الجسم.
  • الاستجابة للاحتياج: يسمح هذا النظام بضبط مستوى الأنسولين المُفرز بحسب ما يحتاجه المريض في أي وقت، متجاوزًا بذلك مشكلة الجرعات الثابتة غير المرنة التي قد لا تتوافق مع التغيرات اليومية في النظام الغذائي أو النشاط البدني.


3. التجارب الأولية والآفاق العلاجية:

أظهرت التجارب الأولية التي أجريت على عينات لخلايا بشرية وعلى حيوانات مخبرية نتائج مشجعة تؤكد جدوى هذا النظام المزدوج:

  • التحكم المرن: أثبتت التجارب أن الجمع بين الأنسولين الجيلاتيني المحقون والمنظم الفموي يضمن مرونة عالية في التحكم بالهرمون.
  • تغيير حياة المرضى: إذا ثبتت سلامة وفعالية هذا الابتكار في المراحل السريرية المتقدمة، فإنه قد يوفر لمرضى السكري فرصة لحياة جديدة تخلو من الإجراءات اليومية المرهقة للحقن التقليدي. بدلاً من الحقن اليومي أو المتعدد، قد يحتاج المريض فقط إلى حقنة جيلاتين واحدة شهريًا مع تناول أقراص فموية للتحكم بالوجبات، مما يقلل بشكل كبير من العناء الجسدي والنفسي المرتبط بالعلاج الحالي.

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال