أمراض الأوعية الدموية القلبية تشمل الكثير من الحالات، لكنها ترتبط عادة بانسداد الشرايين نتيجة تراكم الكوليسترول.
ويقول: «عظيم» إنها تصبح امراضا رئيسة عندما يكون هناك تضييق وانسداد في الشرايين التاجية، وهنك مجموعة من الطرق لمعالجة أمراض لقلب، أولاها إجراء تغييرات في اسلوب الحياة، وثانيها عن طريق الأدوية، وثالثها الخيار الجراحي».
يحدث تغيير اسلوب الحياة، إذ يمكن اللجوء الى أكبر مجال لوقف ومعالجة السكر وحالات القلب بنجاح، ويقول عبدالرزاق ان «دول المنطقة تسعى الى توعية المواطنين حول كيفية منع حدوث مثل هذه الحالات المرضية».
الإجراءات البسيطة التي تشمل تناول كميات قليلة من الطعام والرياضة هي ابرز التوصيات المقدمة للناس، لكن القول ليس كالفعل، «فالحرارة الشديدة تحول من دون القيام بتمارين رياضية»، كما يؤكد عظيم، مضيفا: «ان ما نحن بحاجة اليه هي المنشآت المناسبة، وهذه تشكل جانبا من عالم الوفرة، فقبل ثلاثين سنة كانت أجهزة الجمنازيوم نادرة لدينا، وتم إقامة عدد كبير منها الآن».
ولا توجد دولة ي المنطقة لا تدرك حجم هذه المشكلة، ولاسيما من دول مجلس التعاون والجامعة العربية، إذ اطلق إعلان الحرب على امراض السكر، وكانت الكويت هي المبادرة بهذا الاقتراح، ويدعو الاقتراح الكويتي الى إعطاء مرض السكر الأولوية القصوى، إضافة الى اتخاذ خطوات لتخفيف الأعباء في هذا المجال، وتقليل عدد الوفيات السنوية نتيجة الإصابة بنسبة تصل الى 2 في المئة على مدى عشر سنوات.
وقد أدت هذه الجهود الى تزايد ملحوظ في الاستثمار في مجال محاربة امراض السكر، كما يتضح من الحملات الصحية التي تدعمها الدولة وتمويل المراكز المتخصصة بمعالجة هذه الأمراض، وإلزام الجاليات الأجنبية في هذه الدول بالتأمين الصحي الخاص يغطي جانبا من العبء المالي الذي تتحمله حكومات هذه الدول. وهكذا يتحمل القطاع الخاص جزءا من هذا العبء، لكن الدولة تساعد في ذلك ايضا.
على اي حال، المواطنون العرب يحتمل انهم اقل تعرضا لهذه الأمراض من الجاليات الأخرى من مختلف الجنسيات، وبذلك فإن الدولة تواصل عملها لتحمل أعباء الرعاية الصحية المتصاعدة، وتقول الدكتورة الخبيرة في امراض السكر ومديرة مركز السكر في الكلية الملكية في لندن مها تيسير بركات.
إن «المواطنين في الإمارات العربية المتحدة لديهم استعداد وراثي أكبر للإصابة بهذه الأمراض، وتدل الإحصائيات على ان هذه الأمراض اوسع انتشارا بينهم مما هي بين الجنسيات الأخرى في الإمارات».
وقد أقيم هذا المركز التخصصي من خلال الحكومة من قبل احد المطورين، ويعتبر احد مجموعة من المراكز التي توفر العلاج لأمراض السكر، وتوجد في دول مجلس التعاون مراكز مثيلة ايضا.
في البحرين هناك مركز الخليج التخصصي لأمراض السكر، والذي انشئ في العام 2004، بالتعاون مع مركز جوسلين المرتبط بجامعة هارفارد. وفي دبي هناك مركز مماثل ايضا، وفي العام الماضي أعلنت المملكة العربية السعودية انها ستمول 20 مركزا متخصصا لمحاربة امراض السكر.
بيد ان العلاج ليس ضروريا في حال تم اتخاذ خطوات وقائية ضد مرض السكر، مثل الحملات الصحية والعمل.
ان اقناع الناس بالتقليل من تناول الأطعمة والقيام بالتمارين الرياضية، لا يتم عن طريق المال وحده. ويقول عبدالرزاق «يجب علينا تغيير انماط التفكير لدى الناس، وتغيير العادات لدى المواطنين مسألة عسيرة، وهناك برامج تربوية كثيرة يتم تطويرها، لكن لا نعرف فاعليتها، إلا اذا عملت بجد عندما نقوم بدراسة في غضون السنوات القليلة المقبلة».
والى ان يتم ذلك، فإن الحكومات والمؤسسات ليس لديها إلا ان تأمل في ان يستمع المواطنون اليها جيدا.
