الأنسولين البشري والأنسولين الحيواني.. تأثير عكسي واعراض جانبية لها تاثير بعيد المدى على الصحة



إن الأنسولين البشري الذي نتكالب عليه وسط أزْمته المستحكمة حاليًّا - لم يعد الاختِيار الأوَّل لعلاج مرَض السكر في عدة بلدان كبرى، ككندا وأمريكا وانجلترا وألمانيا والنرويج، بعد اكتشاف تأثيراته الجانبية، ولا سيَّما تسبُّبه في حالات مميتة من موت الفراش؛ ممَّا جعل السلطات الصحية هناك تُعْلِن المحاذير على تعاطيه.

كما أنَّ العلماء مع كل أسف لا يعرفون حتَّى الآن أبعاد تأثيره على المرضى؛ لأنَّ أوَّل دواء صناعي 100% صنع بتقنية جينية عكس الأنسولين الحيواني فهو طبيعي؛ لأنَّه خلاصة من بنكرياس المواشي.

وهذا النوع من الأنسولين يحضَّر حاليًّا بتقنية بسيطة، وبنقاوة عالية؛ مما جعل تأثيره الجانبي لا يذكر، بعدما كان يسبِّب الحساسيَّة المفْرِطة، ونشوء أجْسام مضادَّة له.

ويتميز عن الأنسولين البشري بأنَّ مفعوله أبطأ، وهذا ما يجعله دواءً آمنًا؛ لأنَّ الأنسولين البشريَّ المعدَّل وراثيًّا سريع المفعول؛ مِمَّا يجعله يخفض السكر بالدم والمخ بسرعة، مما يعرض المريض لغيبوبة خفض السكر بالدم والمخ بسرعة أو الموت ولا سيما أثناء النوم.

فلقد ثبت من خلال التقارير العلمية المؤكدة: أنَّ الأنسولين البشري له تأثير على شبكيَّة العين، وزيادة الدُّهون بالجِسْم، والتَّفاعُل مع جلد المريض، ولا سيَّما بِمكان الحقن وظهور هرش وطفح جلدي، واحتباس عنصر الصوديوم؛ ممَّا يتعارض مع مريض القَلْب وارتِفاع ضغْطِ الدَّم، ولم يثبت حتَّى الآن تفوُّق الأنسولين البشري على الطبيعي الحيواني، لكن الشركات المنتجة للأنسولين البشري تخفي هذه الحقائق؛ لتروِّجه من خِلال حملات إعلانيَّة مدفوعة الأجر، والمغالاة في ثمنه، رغْمَ تَحذيرات جهات علميَّة عالمية من تأثيره الجانبي الخطير.

فلقد بيّنت الإحصائيَّات أنَّ:
- 41% من المرضى لا يعرفون التأثير العكسي للأنسولين البشري، أو أنَّه يخفض السُّكَّر بالدَّم سريعًا
- 34 % منهم ينتابُهم الوهن والضَّعف
- 9% منهم ينتابُهم النَّوم باستِمْرار معظم الوقْت
- 32 % منهم يزداد وزْنُهم؛ ممَّا يؤثِّر على سكَّر البدانة الذي يصيب معظمَ مَرْضَى السُّكَّر
- 28% تنتابُهم حالة الامتِعاض الدَّائم
- 24% يفقدهم ذاكرتَهم ويصابون بالتَّشويش العقْلي
- 9% منهم يصابون بِخلل في ضبْط معدَّل السكر بدمائِهم
- 8% منهم يتغيَّر سلوكُهم ولا سيَّما مع عائلاتِهم.

وهذا كان يتطلَّب من أطبَّاء الجمعيَّات الطبِّيَّة لمرضى السكر توعية المرْضَى بِهذه الأعْراض، وتشجيعهم على تعاطي الأنسولين الطبيعي لو كانوا يعرفون.

والسؤال:
لماذا لا تقوم وزارة الصحَّة بتصنيع الأنسولين الطَّبيعي وهو لا يتطلَّب تقنية عالية؟!
فلدينا السلخانات بِها بنكرياسات الذَّبائح، كما أنَّ في موسم الحج تُذْبَح مليون ذبيحة هدي سنويًّا، ويمكن إنشاء مصنع بِجوارها لاستِخْلاص الأنسولين منْها.

وللعلم توجد شركات - ولا سيَّما بالأرجنتين - تُنْتِج أملاح الأنسولين النقيَّة، وتدلِّل على بيْعِها برخص التُّراب؛ لأنَّها تذبح ملايين البقر سنويًّا.

وأي شركةٍ لديْنا يُمكن أن تُنْتِجه كما تنتج أي حقن بدون أي تقنية؛ لأنَّه سيكون مِلْحًا مذابًا في ماء، وعليه مادَّة حافظة، وما على الماكينات سوى تعبئتها في زجاجات، ومن مبالغ سنةٍ واحدة من الأموال التي ندعم بها الأنسولين البشري، يُمْكِن إنشاء مصنع لصنع هذا النوع الآمن من الأنسولين.

فوزارة الصحة تقتل مرضى السُّكَّر مرتين: مرَّة لعدم وجود الأنسولين البشري، والمرَّة الثانية بأعراضه الجانبية.

وبِهذا التصنيع أو حتى استيراد الطبيعي بأسعاره المتدنية عالميًّا يُمكن توفير الأنسولين؛ لأنَّ الوزارة والأطباء والمرضى يلهثون في ماراثون وهمي اسمه الأنسولين البشري.