علامات الحمل عند ابن سينا.. احتباس الطمث. تغير الحالة المزاجية. ألم البطن وتجربة ماء العسل. تغير في البول. الغثيان والإقياء. تغير اللون



علامات الحمل عند ابن سينا:

1- علامات الاشتمال:
إذ يقول: (توافي الإنزالين وحالة كالفتور عقيب الجماع, وتكون الكمرة كأنها تمص عند إنزالها وتخرج وهي إلى اليبوسة، ويعقبه شدة انضمام فم الرحم حتى لا يدخله المرود، وكذلك ارتفاعه لفوق وتقلصه من غير صلابة، ومن شدة يبس تلك الناحية).

وهذه العلامات ذكرها من قبله الاطباء اليونان كما ذكرها الرازي، إلا أن ابن سينا لم يميز انضمام فم الرحم كعلامة نصل إليها بالفحص السريري، كما أنه لم يربط أو يشير إلى أهمية الربط بين الأعراض وبين الفحص السريري.

2- احتباس الطمث menstruation:
إذ يقول: (ويحتبس الطمث menstruation  فلا تطمث إلى حين أو تطمث قليلا).

وهذا يؤكد على عدم توصل الاطباء العرب ومن قبلهم اليونان إلى سبب انقطاع الطمث menstruation بل اعتقدوا باستمرار الطمث menstruation ولكنه يغيب لأن الجنين يغتدي به.

3- تغير الحالة المزاجية:
إذ يقول (وحدث بها عند الجماع وجع تحت السرة وغثيان والحبلى بالذكر أشد بغضاً للجماع من الحبلى بالأنثى، فإنها ربما لم تكره الجماع. ثم ما يعقبه من كرب وكسل وثقل بدن وخبث نفس).

وهذه التبدلات مؤقتة تزول في مرحلة معينة من الحمل، وهنا نجد أن ابن سينا لم يشر إلى ذلك، كما لم يحدد زمن حدوث هذه الأعراض، كما فعل الرازي.

4- الم البطن وتجربة ماء العسل:
إذ يقول: (ويحدث وجع قليل بين السرة والقبل، إذ يقول وقد يعرف الحبل بتجارب إن تسقى ماء العسل عند النوم وينظر هل تمغص أم لا. والعلة احتباس النفخ بمشاركة المعي، وهو مجرب صحيح).

وهذه التجربة الشهيرة مأخوذة عن الطب اليوناني, وهنا نجد ابن سينا لم يخرج عن آراء الاطباء العرب أو اليونان في تفسير هذه التجربة.

5- تغير في البول:
إذ يقول (وربما عرض عسر البول, وبول الحبالى في أول الأمر أصفر إلى الزرقة كأنه في وسطه قطنا منفوشا، وقد يدل على الحبل بول صافي القوام عليه شيء كالضباب، وخصوصاً إذا كان فيه مثل الحب يصعد وينزل. وفي أخر الحبل يظهر في قواريرهن حمرة بدل الزرقة).

وهنا نجد أن ابن سينا تميز عمن سبقه بالاهتمام بتغيرات البول وبفحص القارورة لتحديد التبدلات المرضية وغير المرضية التي تصيب الجسم كافة.
بل اعتمد على تغير لون البول في تحديد عمر الحمل وهذا لا نجده عند من سبقه.

6- الغثيان والاقياء vomiting والشهوات الرديئة:
إذ يقول (وغثيان وجشاء حامض ثم تهيج الشهوات الرديئة بعد شهر أو شهرين).

وهنا نجد ذكراً لمدة محددة لحدوث هذه الأعراض بعد الحمل، وهي تتوافق مع ما نعلمه في الوقت الحالي.

7- علامات عامة العين كالصداع headache والدوار وتغيرات تصيب العين والبصر:
إذ يقول (وقشعريرة وصداع ودوار وظلمة عين وخفقان، ويصفر بياض عينها ويخضر وربما غارت عينها واسترخى جفنها ويحتد نظرها وتصفر حدقتها ويغلظ بياضها ولم يصفر في الأكثر).

8- تغير اللون:
إذ يقول (الأكثر ولا بد من تغير لونها وحدوث أثار خارجة عن الطبيعة، وان كانت في حمل الذكر اقل, وفي حمل الأنثى أكثر).

(وربما تغير بدنها، فانبسط واصفرت عليه عروقه واخضرت، ويعرض للحبالى إن تسترخي أبدانهن في الابتداء لاحتباس الطمث menstruation وزيادة ما يحبس منه على ما يحتاج إليه الجنين، ثم إذا عظم يغتدي بذلك الفضل فانتعش وسكنت أعراض احتباسه).

أي أن ابن سينا وضع نظرية مفسرة لتبدل لون الحامل وظهور العلامات الحملية الجلدية، وهي مشابهة لما نعرفه في الوقت الحالي, إلا أن التفسير الذي أعطاه أبن سينا لا يخرج عن النظرية الفلسفية القائمة على نظرية الأخلاط.

9- لم يذكر الأعراض الأخرى:
كتبدلات الثدي وتبدلات عنق الرحم cervix.

10- علامات أو تجارب محددة لحدوث الحمل:
إذ يقول (وقد يعرف الحبل بتجارب إن تسقى ماء العسل عند النوم وينظر هل تمغص أم لا. والعلة احتباس النفخ بمشاركة المعي، وهو مجرب صحيح, وأيضا تكلف الصوم يوماً وعند المساء تزمل في ثبات وتتدخن على اجانة مثقوبة ببخور فإذا خرج الدخان والرائحة من الفم والأنف فليس بها حبل. وكذلك مجرب على الخواء احتمال الثومة والنوم عليها وهل تجد ريحها وطعمها في الفم أم لا. وما قلناه من تجربة احتمال الزرواند بالعسل).

هو هنا يذكر أربعة تجارب منقولة عن السابقين له، إلا انه يفسر التجربة باستخدام البصل كدليل على الحبل في حين أستخدمه الرازي في باب الكشف عن العقم، رغم أن المبدأ واحد في كلا الأمرين بالاعتماد على نظرية الأخلاط.