سكر الدم وآلية عمل الأنسولين.. التفاعلات الكيميائية داخل معظم خلايا الجسم وتنشيط استهلاك السكر في الخلايا مع تخزينه في الكبد والعضلات



يذوب في دم الإنسان ما يقرب من 5 جرامات من سكر الجلوكوز "أي ملء ملعقة صغيرة".
وهذا السكر هو المصدر الرئيسي للطاقة اللازمة لعمل أجهزة الجسم المختلفة في الإنسان.

ولكي يتم حرق السكر وإنتاج الطاقة فإن الجسم يحتاج إلى هرمون الأنسولين والذي يقوم بإدخال الجلوكوز إلى خلايا الجسم لتقوم بحرقه وإنتاج الطاقة.

ويتم حصول الجسم على سكر الجلوكوز في الغالب عند تناول الأطعمة المحتوية على المواد النشوية مثل: الأرز أو الخبز أو المكرونة أو من المواد السكرية مثل: سكر الطعام، أو المربى، أو الحلويات.

حيث يتم تحويل السكريات في الطعام داخل الأمعاء إلى سكريات  أحادية هي في معظمها سكر  الجلوكوز.
وهي المادة السكرية الأساسية  في الدم.

وبعض المواد السكرية لا تتحول إلى سكر الجلوكوز مثل سكر الفاكهة "الفركتوز Fructose" والذي يستخدم كوقود للخلية.

وكذلك المادة الكاربوهيدراتية "السيليلوز  Cellulose" حيث لا يمكن هضمها من قبل الإنسان أو الحيوان.
والبروتينات يتم تحويلها إلى أحماض أمينية.

بعد ذلك تقوم الخلايا المبطنة لجدار الأمعاء الدقيقة بامتصاص الجلوكوز والأحماض الأمينية ونقلها إلى مجرى الدم حيث يحصل ارتفاع حاد في مستوى الجلوكوز في الدم.

وينبه الارتفاع في سكر الدم خلايا بيتا في البنكرياس لإفراز هرمون الأنسولين والذي ينطلق بسرعة في الدم.
يقوم الأنسولين بنقل السكر والأحماض الأمينية من الدم إلى خلايا الجسم وخاصة خلايا الكبد والعضلات.

ولكي يؤدي الأنسولين وظيفته فإنه يتحد مع بروتينات خاصة على الخلية يطلق عليها "مستقبلات الأنسولين" وهي تقوم بوظيفتين أساسيتين بالنسبة للجلوكوز: الأولى تعمل تلك المستقبلات كأقفال بوابات, وعندما يتحد بها الانسولين، يعمل كمفتاح، حيث تنفتح الخلية لإدخال الجلوكوز.

والوظيفة الثانية لمستقبلات الانسولين هي إرسال إشارات إلى بروتين آخر يطلق عليه "ناقل الجلوكوز"، والذي يحمل الجلوكوز إلى داخل الخلية لتقوم بحرقه وإنتاج الطاقة الضرورية لنشاط وحيوية الجسم.

ويلعب الانسولين دوراً مهماً في التفاعلات الكيميائية داخل معظم خلايا الجسم، ولكن تأثيره يظهر بصورة واضحة في:

1- الكبد:
يقوم الانسولين بتخزين السكر الزائد عن حاجة الجسم في توليد الطاقة في الكبد على شكل جليكوجين (نشا حيواني) لإعادة إنتاج السكر منه وقت الحاجة.

ولا يقف عمل الانسولين عند هذا الحد من تصريف الجلوكوز الممتص بل يتعداه إلى تكوين الجلوكوز في الكبد من المركبات الأخرى كالأحماض الأمينية.. بل إنه يعمل على اتحاد هذه الأحماض الأمينية معا لتكوين البروتينات كما انه يساعد المواد البروتينية في عملية البناء.

2- العضلات:
يقوم الانسولين بتخزين السكر الزائد عن حاجة الجسم في العضلات على شكل نشا حيواني.

3- الخلايا الدهنية:
يساعد الانسولين بتخزين الزائد من الجلوكوز على قدرة تخزين الكبد والعضلات على هيئة دهون في الخلايا الدهنية في الجسم ويقلل من تكسير هذه الدهون للاستفادة منها وقت الحاجة.

ومن هذا يتضح إن دور الانسولين هو تنشيط استهلاك السكر في الخلايا مع تخزينه في الكبد والعضلات فتكون المحصلة تقليل السكر الموجود في الدم.